كلية الاقتصاد المنزلي
قسم الاقتصاد المنزلي والتربية.
بحث عن:
المنهج الإكلينيكي
مقدم من :
ولاء إبراهيم الرفاعي
الفرقة الثانية دكتوراه، تخصص الاقتصاد المنزلي والتربية.
مقدم إلي :
د/ أحمد بهاء جابر الحجار.
مدرس بقسم الاقتصاد المنزلي والتربية، كلية الاقتصاد المنزلي، جامعة المنوفية.
2010م
* أولا: مقدمة
*ثانيا: علم النفس الإكلينيكي
* ثالثا : المنهج الإكلينيكي(دراسة الحالة)
* رابعا : مسلمات المنهج الإكلينيكي
* خامسا: مبادئ المنهج الإكلينيكي
* سادسا: معايير تحكم إقامة التشخيص للمنهج الإكلينيكي
* سابعا : أساليب وأدوات المنهج الإكلينيكي
* ثامنا: الفرق بين علم المنهج التجريبي والمنهج الإكلينيكي
* تاسعا: الاتجاه التجريبي في علم النفس الاكلينيكى (الإكلينيكية المسلحة)
* عاشرا: من هو الأخصائي النفسي الإكلينيكي ؟
*حادى عشر: الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية
أولا: مقدمة :
تتعدد مناهج البحث على حسب أنواع الظواهر التي تدرس، وحسب تخصيص الباحث والمدرسة التي ينتمي إليها ، ثم حسب مدى خضوع الظاهرة المقاسه لإمكانية التحكم فيها ، وتعدد المناهج لا يعنى أفضلية منهج على أخر لكن انتماء المناهج جميعاً يكون لمدى اقترابها أو ابتعادها عن المنهج العلمي ،
والمنهج العلمي في دراسة الظواهر يرجع تاريخه إلى بداية نشأة أول معامل دراسة السلوك الإنساني على يد فونت 1897 في ألمانيا، ثم توالت بعد ذلك نشأة مثل هذه المعامل عبر الدول خاصة أمريكا.
ينطوي المنهج عموما على جانبين يكملان بعضهما البعض : منهج للبحث (محاولة كشف الواقع) ومنهج للتفكير (عمليات عقلية) ، ومن هنا فإن استخدام المنهج العلمي يتضمن محاولة الوصول إلى اليقين عن طريق الشك بإخضاع المعلومات أو البيانات للقواعد المنهجية الخاصة بالتحليل و التركيب والإحصاء ، فالباحث في دراسته لا يخرج عن هذه القواعد المنهجية في تحديد الحقائق و التأكد من المعلومات ، وتعتبر دراسة الظاهرة المختلفة تجعل الباحث يجد نفسه مقيدا باستخدام منهج أو طائفة من المناهج والمقاربات لمعالجة المواضيع والظواهر المختلفة حتى يتسنى لـه الوصول إلى حقائق حول الظاهرة المراد دراستها .
المنهج : هو الطريق الواضح الذي يمكننا من الوصول إلى المعلومات الموضوعية ، وفي الواقع قد يصل الباحث إلى المعلومات من باب الصدفة وبدون منهج ويستلزم هذا بحث طويل وسلوك كبير ولذلك يحقق المنهج عدة مزايا وهى :
• اقتصار الطريق الطويل .
• ضمان الوصول إلى المعلومات أو إشعار الباحث بأنه على خطأ.
لهذا عرف بعض العلماء بأنه مجموعة من الحقائق نتوصل إليها بطريقة منهجية ، والمنهج يختلف باختلاف العلوم ، ولكن هناك قاسم مشترك يجمع بين كل المناهج المستعلمة ، وذلك هو الموضوعية والأسلوب الموضوعي العلمي، يمكن أن يعاد إلى أسلوب متابعة الظاهرة والتحقق منها وهذا الذي نجد له تأثير واضحا في صفة المنهج التجريبي ، وهو قواعد و خطوات مقننة موضوعية ونظامية تتحقق من خلالها فحص الظواهر والخروج باستنتاجات.
و تعددت المناهج المستخدمة في دراسة ظواهر علم النفس ، ونذكر هنا أهمها:
1- المنهج التجريبي .
2- المنهج المسحي أو الميداني .
3- المنهج الإكلينيكي .
ثانيا:علم النفس الإكلينيكي:-
علم النفس الإكلينيكي هو أحد المجالات التطبيقية الهامة لعلم النفس، وهو يعنى أساسا بمشكلة التوافق الإنساني بهدف مساعدة الإنسان ليعيش في سعادة وأمن، خاليا من الصراعات النفسية والقلق.
ولكي يستطيع علماء النفس الإكلينيكيون القيام بدورهم في دراسة اضطرابات السلوك وفهمها وعلاجها ، فإنهم يدربون عادة تدريبا خاصا في مجالات ثلاثة رئيسية : المجال الأول هو قياس الذكاء والقدرات العقلية العامة لمعرفة القدرة العقلية الحالية للفرد أو إمكاناته العقلية في المستقبل ، والمجال الثاني وهو قياس الشخصية ، ووصفها ، وتقويمها ، وتشخيص السلوك الشاذ بغرض معرفة ما يشكو منه الفرد والظروف المختلفة التي أحاطت به وأدت إلى ظهور مشكلته مما يساعد على فهمها ويمهد الطريق إلى إرشاد الفرد وعلاجه ، والمجال الثالث هو العلاج النفسي بأساليبه وطرقه المختلفة التي ترمي إلى تخليص الفرد مما يعانيه من اضطراب وسوء توافق ، وإلى جانب هذه المجالات الثلاثة الرئيسية التي يعمل فيها علماء النفس الإكلينيكيون ، فإنهم يقومون أيضا بأدوار أخرى هامة ، فكثير منهم يشتغلون بالتدريس في الجامعات ، وبالبحث العلمي ، ويعملون كمستشارين في كثير من المؤسسات كالسجون ، ودور إصلاح الأحداث الجانحين ، ودور تأهيل المعوقين، والمدارس، والمؤسسات الصناعية ، وغيرها .
وعلم النفس الإكلينيكي علم حديث نسبيا ، وهو لازال في دور النمو والتطور، ولقد تأثر في نشوئه بمجالين هامين من مجالات الدراسة ، المجال الأول هو دارسة الاضطرابات النفسية والعقلية والتخلف العقلي التي كانت تحظى باهتمام كثير من الأطباء الفرنسيين والألمان مثل لويس روستان، وجان شاركو، وإميل كرايبلين، وأرنست كريتشمر، وبيير جانيه وغيرهم ، والمجال الثاني هو دراسة الفروق الفردية التي حظيت باهتمام فرانسيس جالتون، وجيمس ماكين كاتل، والفرد بينيه ، وتيوفيل سيمون، ومن جاء بعدهم من علماء النفس الذين اهتموا ببناء الاختبارات النفسية واستخدامها في أغراض تطبيقية كثيرة .
ومر علم النفس الإكلينيكي في تطوره بمراحل مختلفة ، فقد كان اهتمام علماء النفس الإكلينيكيين قبل الحرب العالمية الثانية مقتصرا في الأغلب على دراسة مشكلات الأطفال ، وكانت وظيفتهم الرئيسية هي دراسة حالة الأطفال المشكلين ، وتطبيق الاختبارات النفسية عليهم لقياس قدراتهم العقلية بغرض تقديم بعض التوصيات للآباء ، أو المدرسين ، أو الأطباء المعالجين ، أو المؤسسات المسئولة عن الأحداث الجانحين .
وحدث تطور كبير في علم النفس الإكلينيكي أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها ، فقد تسببت الحرب في كثرة عدد المصابين باضطرابات نفسية ، ووجد الأطباء أنهم لا يستطيعون ذلك لقلة عددهم لمواجهة أعباء العلاج النفسي لهذا العدد الضخم من المصابين باضطرابات نفسية ، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بعلماء النفس الإكلينيكيين والالتجاء إليهم ليساهموا في علاج المصابين باضطرابات نفسية ، وهكذا بدأ علماء النفس الإكلينيكيون يعنون بالعلاج النفسي للكبار، بعد أن كان معظم اهتمامهم مقتصرا من قبل على العلاج النفسي للأطفال.
ويقابل عالم النفس الإكلينيكي مشكلة تفسير المعلومات التي يحصل عليها من هذه الأساليب المختلفة فيكون أمر في غاية الصعوبة ، ولا يزال التفسير يعتمد في جزء كبير منه على مهارة عالم النفس الإكلينيكي وخبرته ، ولذلك فإن نتائج هذه الاختبارات تساعد على التنبؤ عن سلوك الفرد في المستقبل على أساس احتمالي فقط ، وإن التنبوءات التي يصل إليها عالم النفس الإكلينيكي من اختبارات الشخصية يمكن الاعتماد عليها بدرجة أقل من الاعتماد على التنبوءات التي يتوصل إليها من نتائج اختبارات الذكاء والقدرات العامة ، ولازال علماء النفس الإكلينيكيون في حاجة ماسة إلى تحسين نظرياتهم في الشخصية ، وتحسين مناهجهم في التشخيص حتى يمكن الوصول إلى فهم أدق للسلوك الإنساني ، وإلى تنبوءات أدق للسلوك في المستقبل ، ويتناول المؤلف في الفصل الخامس العلاج النفسي ، ويبين أنه من المنطقي أن تتباين أساليب العلاج النفسي تبعا لتباين النظريات في الشخصية ، ومن الأساليب المختلفة للعلاج النفسي طريقة التحليل النفسي، وبين طريقة فرويد التي ترى أن الأمراض النفسية والعقلية تنشأ نتيجة للدوافع اللاشعورية المكبوتة ، فليست الاضطرابات النفسية والعقلية إلا طريقة للتعبير عن الدوافع اللاشعورية المكبوتة ، أو طريقة للتحكم فيها ، أو كلتا هاتين الطريقتين معا ، ومشكلة العلاج النفسي في رأي فرويد هي تحرير هذه الدوافع اللاشعورية ، وذلك بإضعاف الأنا الأعلى جزئيا ، وإخضاع الدوافع لسيطرة الأنا الشعوري ، أما طريقة العلاج النفسي التي اتبعها أدلر، والمدارس الفرويدية الحديثة التي تشمل أوتو رانك ، وكارن هورني ، وهاري سليفان ، وإريك فروم ، والطريقة التي ارتبطت بها وهي طريقة كارل روجرز.
وطريقة التعلم الاجتماعي في العلاج النفسي وهي الطريقة التي تحاول تطبيق نظرية التعلم في العلاج النفسي على يدي جون دولارد ، ونيل ميللر ، وهوبارت مورر ، أما طريقة العلاج البيئي ويبين كيف أنه كثيرا ما يضطر المعالج النفسي إلى علاج الأفراد الذين يعيش معهم المريض ، فيتكلم عن طريقة العلاج البيئي مع المرضى الكبار والمرضى الأطفال الذين يحتاجون في كثير من الحالات إلى إيداع في مؤسسات للعناية بهم ، والعلاج النفسي الجمعي الذي تعالج فيه مجموعة من المرضى ذوي المشكلات المتشابهة في وقت واحد يؤدي إلى اقتصاد في الوقت والمجهود ، وخاصة في حالات كثرة عدد المرضى وقلة عدد المعالجين ، ولم يكن غريبا أن تظهر الحاجة إلى هذا النوع من العلاج النفسي بعد الحرب العالمية الثانية في المؤسسات العسكرية ، ثم بدأت تنتشر هذه الطريقة في العلاج بعد ذلك في علاج الأطفال والكبار.
فالعلاج النفسي لازال في مراحله الأولى ، وليست هناك طرق مقبولة قبولا عاما على أنها الطريقة السليمة المثالية للعلاج ، وإن إجراءات العلاج النفسي في كثير من الحالات لا تكون فعالة كما ينبغي ، وقد تستغرق وقتا أطول مما هو ضروري ، ويشير المؤلف إلى أن العلاج النفسي لازال في حاجة ملحة إلى تقدم البحوث العلمية لزيادة فهمنا للشخصية ، وكيفية نموها وتطورها ، وكيفية تغيرها مما يساعد على الوصول إلى أساليب أكثر دقة وأكثر ملاءمة لعلاج الاضطرابات النفسية .
ثالثا : المنهج الإكلينيكي (دراسة الحالة):-
بدأ استخدام هذا المنهج في دراسة وتشخيص الاضطرابات و الأمراض النفسية ، ومظاهر الانحراف ووصف العلاج لها ، حيث أصبح هذا المنهج وسيلة جيدة للبحث النفسي لدراسة طبيعة السلوك والشخصية وصراعاتها ومحاولة فهم الصراع وعوامله والأسباب الكامنة وراءه .
كما يسمى أيضا بالمنهج العيادي وقد برز هذا المنهج في بداياته كردة فعل على التجارب المخبرية ، التي افتتحها wontd وفيبر وفشنر fichkner وغيرهم ممن يرون أن المنهج العيادي مهم في دراسات كثيرة تحاول أن تعالج وتقي من الاضطرابات من خلال جمع البيانات من وحدات الدراسة .
وهو المنهج الذي يستخدمه المختص النفسي في دراسة المشكلات الشخصية للأفراد الذين يزورون العيادة النفسية ، بحيث يجمع بيانات تفصيلية عن تاريخ حياة الفرد وظروف تنشئته وعلاقاته عن طريق مقابلة الفرد أو من تربطهم علاقة به ومن خلال الاختبارات النفسية ، ومن خلال البيانات يتم تشخيص المشكلة ووضع البرنامج لعلاجها ، فدراسة الحالة في دراسة السلوك الشاذ والشخصية الشاذة ، تفيد في معرفة أسبابها والطرق الفنية في المقابلة الإكلينيكية وطرق العلاج.
ومن خلال هذا المنهج وضع فرويد نظريته عن الشخصية ، ووضح دور الصراع اللاشعوري في توجيه سلوك الأفراد ، وأهمية الأحلام في التعبير عن الرغبات ، وأهمية السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل في توافقه فيما بعد ، بالإضافة إلى المنهج الإكلينيكي يوجد منهج في العلوم النفسية والذي يسمى "منهج دراسة الحالة" هذا الأخير الذي اختلف العلماء حول طبيعته ، فمن العلماء من يعتبر ذالك منهجا قائما بحد ذاته يستعمل في دراسة الحالة الفردية للوحدة المراد دراستها، ومنهم من يرى بأنه يٌعد أداة من أدوات البحث العلمي يتدعم بها المنهج العيادي .
ومن العلماء الذين يعتبرونه منهجا نذكر : فيرتشايلد Firchaled وعبد الباسط حسن ، أما العلماء الذين يعتبرونه أحد أهم أدوات البحث العلمي فهو العالم روجي ميكيلي R. Meciullie صاحب كتاب"أسلوب دراسة الحالة " ، أما روجي ميكيلي فيعتبرها أداة على اعتبار أن الباحث يستند عند جمعه للبيانات المعمقة على التاريخ الشخصي والطبي والعائلي والاجتماعي والصحي ، وأيضا ما يسمى بالبحث الإذكاري… وهي عبارة عن وسائل لجمع البيانات التي يتدعم بها المنهج العيادي .
بصورة عامة فالمنهج العيادي هو دراسة إكلينيكية تستند إلى المقابلات وتستعين بالاختبارات للوصول إلى غايات يحددها هذا المنهج وهي :
* التشخيص: أي تشخيص الاضطرابات النفسية عن طريق هذا المنهج .
* معرفة الشخص وسماته .
* يمكن استعماله لغرض علاجي أو للمتابعة العلاجية الملائمة .
أولا : تعريفه:
هو ذلك الفرع من فروع علم النفس الذي يتناول بالدراسة والتحليل سلوك الأفراد الذين يختلفون في سلوكه اختلافا كبيراً عن غيرهم من الناس ، مما يدعو إلى إختبارهم أذا كانوا غير أسوياء أو منحرفين وذلك بقصد مساعدتهم في التغلب على مشكلاتهم وتحقيق تكييف أفضل لهم ، والمنهج الإكلينيكي في علم النفس يختلف عن المنهج التجريبي والمناهج الأخرى ، لأن المناهج الإكلينيكية هي مناهج موجهة إلى الفرد أى أنها تتجه إلى دراسة الحقائق السلوكية الخاصة بفرد معين وتقيم دوافعه وتوافقه فهو يهدف إلى تشخيص وعلاج من يعانون من مشكلات سلوكية واضطرابات ، ويذهبوا إلى العيادات النفسية يلتمسون النصح والتوجيه والعلاج ، فهذا المنهج يحدد العوامل التى أدت إلى هذه الحالات المرضية ثم يضع خطة للعلاج بناء على درجة هذه العوامل المؤدية إلى المرض ، كما أنها تضع طرق الوقاية من هذه الأمراض النفسية ، وفى هذا المنهج يقوم الأخصائي النفسي بإجراء وتطبيق اختبارات مختلفة على الفرد مثل اختبارات القدرات الخاصة والذكاء والشخصية ، كما يقوم بدراسة حالة الشخص المريض وذلك بجمع بيانات متعلقة بأسرته والتاريخ التطوري للحالة وبداية المرض والاضطراب ، كما يقوم الإخصائى النفسي بالمقابلة الشخصية للمريض حتى يحصل على بيانات مختلفة عن حياة الشخص الذي يعانى اضطرابا نفسياً..
رابعا : مسلمات المنهج الإكلينيكي :
1- التصور الدينامي للشخصية :
بمعنى أن ننظر إليها وإلى المسالك التي تصدر عنها على أنها نتاج الأجهزة المختلفة ، أو على الأقل الصراع ما بين القوى المختلفة ، فالدراسة السيكولوجية للشخص ليست في الواقع غير دراسته لصراعاته فكل كائن حي يوجد دائماً في موقف صراع .
2- النظر للشخصية كوحدة كلية حالية :
فالمنهج الإكلينيكي اليوم ليس للأعراض عنده دلالة أو معنى إلا بالرجوع إلى الوحدة الكلية للشخصية في صلتها بالعالم ، والنظرة الإكلينيكية لا تقتصر على قطاع أو قطاعات سلوكية بعينها وإنما تضع موضع الاعتبار كافة الاستجابات التي تصدر عن الشخص من حيث هو كائن عياني مشتبك في موقف ما ، ومهمة الإكلينيكي تنحصر في محاولة تحديد مكان هذا السلوك أو هذا العرض ضمن وحدة الشخصية ككل بمعنى أنها تحدد دلالته ووظيفته .
3- الشخصية وحدة كلية زمنية :
اى استجابة الشخص إزاء موقف إنما تتضح في ضوء تاريخ حياة الشخص واتجاهاته بإزاء المستقبل فالتشخيص يستهدف الإمساك بلحظة من لحظات تطور الكائن البشري .
خامسا: مبادئ المنهج الإكلينيكي :
1. مبدأ التكامل :
يعني أقامة وحدة كلية من المعطيات مما يتطلب الكشف عن العامل المشترك ، فالمعطيات التي تم جمعها ينبغي أن تتألف أو تنتظم ضمن الشخصية برمتها في وحدتها التاريخية وفي علاقتها الراهنة بالبيئة .
2. مبدأ التقاء الوقائع :
فالتأويل الذي ترتد إليه كثير من الوقائع الواردة في الأحلام مثلاً ، ينبغي أيضاً أن ترتد إليه كثير من الوقائع المماثلة في المسالك اليومية للشخص وضمن الطرح العلاجي .
سادسا : معايير تحكم إقامة التشخيص للمنهج الإكلينيكي نلخصها فيما يلي :
أ – معيار وفرة المعلومات :
يعني أن درجة اليقين والاحتمال في التشخيص إنما يتوقف على ثراء المعطيات التي جمعتها .
ب- معيار الاقتصاد :
يعني أن كثرة التأويلات معقولة وهو الذي يتيح تفسير أكبر عدد من الوقائع بأقل عدد من الفروض .
ج-معيار الخصوبة :
ومعناه أن التشخيص ليس له قيمة إلا حين يأتي بجديد يستنطق الواقع .
د- معيار الانتظار :
بمعنى أن التشخيص لا يبدو أن يكون حكماً مؤقتاً ومن ثم يظل النفساني في حالة انفتاح عقلي يتيح له أن يعدل تشخيصه في ضوء أي معلومات جديدة .
سابعا : أساليب المنهج الإكلينيكي- :
أو أهم تقنيات البحث والكشف في علم النفس
توجد الكثير من التقنيات التي تؤهل الأخصائي النفسي للدخول في الميدان والعمل على المستوى النفسي للتطفل بالحالات ومن بين أهم هذه التقنيات نذكر :
1- المقابلة : في حقيقة الأمر المقابلة لا تحوي طرقا مقننة نتعلمها ثم نطبقها ، بل يجب إتباع أسلوب أساسي : وهومعرفة ما أكون و معرفة ماذا أفعل أي : Le Savoir Etre et Le Savoir Faire
فمعرفة ماذا أفعل تعني اكتساب معارف تدل على حجم معين و معلومات أساسية حول ما أريد دراسته .و معرفة ماذا أفعل هي اكتشاف طريقة معينة يتبعها الفاحص مما يسهل عليه اكتشاف الطرق السليمة و الأدوات الملائمة للفحص الجيد
و معرفة ماذا أكون هنا لابد من سؤال جوهري من أنا و كيف يمكن أن أصل إلى جعل العميل يثق فينا و لا يكون هذا إلا بمعرفة الفاحص لحدوده و حدود العميل و حدود العلاقة التي تجمعه مع العميل مع معرفة دقيقة لأبعاد العميل أثناء العلاقة بعيدا عن معرفة و طرقه في التعامل مع المواقف و كيف يستطيع الإصغاء إلى الآخر و كيف يساعد و ما هي المواقف التي تتطلب التشخيص .
تعريف المقابلة :
تعتبر من أهم الوسائل المستخدمة للبحوث النفسية ، ويستعملها الأخصائي الإكلينيكي من أجل القيام بدراسة متكاملة للحالة التي تعاني من مشكلة معينة ، و المقابلة الإكلينيكية عبارة عن عملية ديناميكية تفتح المجال للمفحوص من أجل التعبير عن مشاعره و اتجاهاته ، و في نفس الوقت تعتبر وسيلة لملاحظة سلوك الفرد من أجل تشخيص حالته ، ولا تتحقق ديناميكية المقابلة ألا عن طريق إقامة علاقة تتميز بالتفاعل المتبادل بين الأخصائي و المفحوص إضافة إلى الثقة المتبادلة.
فهي تعتبر إحدى التقنيات العلاجية و هي بصورتها البسيطة تقابل فردين وجها لوجه في مكان ما لفترة زمنية معينة ، كما نعرفها أيضا بأنها علاقة اجتماعية مهنية دينامية وجها لوجه بين الأخصائي و العميل في جو آمن تسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين و ذلك لحل مشكلة ما .
وهي عبارة عن محادثة بين اثنين هما العميل و المعالج في حالة العلاج النفسي ، يوجه فيها بعض الأسئلة للعميل و من الممكن أن تكون بعض الأسئلة مضبوطة و مقننة و قد تكون أيضا الأجوبة و الأسئلة المحتملة مضبوطة و قد تكون حرة ، و جدير بالذكر أن المقابلة الحرة هي التي تسير حسب منهاج الإرشاد النفسي غير التوجيهي الذي ابتكره كارل روجرس .
ويعرفها ماكوبي : "على أنها تفاعل لفظي بين فردين في موقف مواجه يحاول أحدهما استثارة بعض المعلومات و التعبيرات لدى الآخر" .
أما انجلش فيعرفها على أنها "محادثة موجهة يقوم بها فرد لاستثارة أنواع معينة من المعلومات ، لاستخدامها في بحث علمي أو الاستعانة بها في التوجيه و التشخيص العلاجي".
و يرى عبد السلام عبد الغفار:" على أنها نوع من المحادثة بين المريض و الأخصائي النفسي الاكلينيكيي في موقف مواجهة ، حسب خطة معينة غايته الحصول على معلومات عن سلوك المريض و العمل على حل المشكلات التي يواجهها ، و الإسهام في تحقيق توافقه الشخصي ، و بناءا على ذلك تصاغ الأسئلة التي تهدف إلى الحصول على المعلومات المتمثلة في تاريخ و خصائص شخصية المريض و طبيعة المشكلة المطروحة ".
كما تعرف المقابلة أيضا بأنها علاقة دينامية و تبادل لفظي بين شخصين أو أكثر و الذين يتوقعون مساعدة و بناء علاقة ناجحة .
ومن وجهة نظر أخرى تعرف المقابلة أيضا بأنها وضعية مؤقتة حيث يتم تفاعلات و تأثيرات متبادلة خاصة شفهية بين شخصين و بينهما هدف محدد سابقا.
وتعني أيضا المقابلة بين شخصين أحدهما يطلب المساعدة و الآخر يسمح للأول بحضوره أن يبحث عن معاشه بصفة أدق و أن يفهم هذا المعاش بصفة أوضح و يأخذ القرارات المناسبة لكي يوجه حياته بصفة أكثر إيجابية و مسؤولية سواء بالنسبة إليه أو إلى محيطه .
هكذا يبرز أن أغراض المقابلة يتوقف على الهدف الذي يتمثل بها ، ومهما كان الهدف تشخيصيا كان أم إرشاديا ، علاجيا أم استطلاعيا ، فإن جمع البيانات و الفهم المتكامل لشخصية العميل هي القاسم المشترك الذي تتصدى له بشتى أنواعها :
شكل المقابلة هدف المقابلة نشاط الإكلينيكي نشاط العميل درجة الحرية
التحقيق العرضي معطيات عرضية /جسدية مهم جدا حسب الأسئلة المطروحة مقابلة موجهة أو ½ موجهة
التحقيق الاجتماعي معطيات اجتماعية أو نفس-اجتماعية مهم جدا حسب الأسئلة المطروحة مقابلة موجهة
تاريخ الحالة معطيات حول ماضي العميل لا يطرح الأسئلة بكثرة نشاطه مهم جدا من ½ موجهة إلى حرة
مقابلة تحليلية تحويل و استبطان ضعيف جدا أو محدود مهم جدا بأهمية التفاعل حرة كاملة
المقابلة العلاجية مضمون المعاش النفسي محدود وضعيف مهم جدا حرة
جدول يوضح أنواع المقابلة وهدفها مقابل نشاط الإكلينيكي
ملاحظة : خصوصية الإكلينيكي هو إتقان العلاقة العلاجية لأن المعارف النظرية ليست مهمة بقدر أهمية العلاقة الإنسانية التي تربطه مع الآخر
وتوجد تيارات أو مدارس نفسية مختلفة ترفض كلمة أخصائي نفسي أو خبير نفساني في سياق مدرسة كارل روجرس ، حيث يرفض أصحاب هذا الرأي أن يكون في علاقة المساعدة والأجدر بان يسمى الخبير أو الأخصائي و الآخر الذي ينتظر كل شيء من الأول لأن المقابلة هنا علاقة إنسانية محضة تظهر مهارة الإكلينيكي ووظيفته :
وظيفة الإكلينيكي هو تحضير جو للعلاقة الإنسانية التي تسمح للعميل بالتفريغ و بمعنى أدق أن الإنسان يكون نفسه أمام الغير ، وهو أن يكون مقبولا في العلاقة العلاجية بدون شرط حتى نسمح للعميل أن يكتشف ذاته شيئا فشيئا ويتفتح على العالم الخارجي و على عالمه الداخلي ويستفيد من مزايا المقابلة والتا تظهر كالاتى
مزايا المقابلة الإكلينيكية :
أ- تساعد على ملاحظة الفرد ككل لفترة طويلة مما يساعد على الكشف عن ظروف أثرت في شخصيته يصعب الكشف عنها بغير هذه الطريقة .
ب- تعتبر مصدر هاما لتكوين الفروض التي يتم التحقق منها فيما بعد بطرق أخرى .
اماعيوب المقابلة الإكلينيكية :
أ- المعلومات التي تمدنا بها تفتقر للدقة والضبط .
ب- تتأثر المعلومات بذاتية الباحث .
ج- من الصعب فيها معرفة السبب والنتيجة في السلوك الملاحظ .
ومن هنا نستشف أن العلاقة التي تبنى مع العميل هي أساس سير الحصص العلاجية ، لأن كل شيء يأتي من العلاقة المعبرة عن علاقة إنسانية خاصة جدا ، حيث يكون الفاحص حاضرا بشخصيته و ذاتيته بعيدا عن أحكامه يسمح للعميل أن يكشف عن نفسيته و عن ماضيه بكل تلقائية و ثقة .
أهداف المقابلة و أهميتها : إن الذي يحدد نوع المقابلة هو الهدف والغرض الذي تقام من أجله المقابلة ، و تهدف المقابلة إلى :
1- إقامة علاقة وطيدة بين العميل و الأخصائي .
2- مساعدة العميل على أن يعبر عن نفسه و عن مشاكله .
3- نقل المعلومات التي تساعد على حل المشكل .
4- مساعدة العميل على الكشف عن حلول لمشكلته و علاجها .
5- استرجاع الذكريات السابقة و جمع البيانات (التحقيق العرضي) .
و تترتب عن هذه الأهداف أهمية بالغة للمقابلة تتمثل في :
أهمية المقابلة:
1- كونها أداة أو الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأخصائيون في العلاج و التشخيص .
2- تهيئ للأخصائي فرصة القيام بدراسة متكاملة عن طريق المحادثة المباشرة مع المريض و التشخيص ليس هو الغاية أو الغرض و لكن مشكلة المريض هو الهدف الأساسي و ذلك للتخطيط لحلها بعد معرفة السبب .
3- تكوين صورة واضحة و كاملة لشخصية العميل للمساعدة للوصول إلى التشخيص .
إذن المقابلة هي علاقة مساعدة و التي لا يقصد بها علاقات غيرية إنما علاقات مهنية تتطلب العديد من المهارات و الكفاءات غير العادية منها الشروط و الظروف التي تساعد في بناء علاقة علاجية في تكوين مناخ علاجي ، و الذي يسمح بضرورة الحركة العلاجية حيث يمكن للعميل أن ينمي إمكاناته ، و أن يتطور نحو الأفضل ويحقق النضج و الاستقلالية .
العوامل التي تؤثر على سير المقابلة
1- الزمان و المكان : يلزم للعميل أن يكون في جو هادئ و مطمئن و في هدوء تام ولا تطبق المقابلة في مكان فيه ضجيج ، مكان يجب أن يكون لا بارد و لا حار ، الجدية التامة من طرف الأخصائي و يجب أن يكون لديه الوقت الكافي و الضروري للإصغاء كما أن العميل لابد أن يعرف أنه حاضر لمدة معينة و أن يشعر أن الأخصائي حاضر من أجله و معه فقط .
2 – بداية المقابلة : يبدأ الأخصائي ببعض كلمات الترحيب بالعميل لبناء جو هادئ و مطمئن قبل المقابلة الإكلينيكي ، ويجب أن يكون واعيا بالتأثيرات التي تؤثر عليه اتجاه العميل (مثل دراسة الملف أو قد يكون قد سمع كلاما عنه أو قد إلتقاه بالمستشفى أو في أي مكان أو قد سمع عنه من أشخاص معينين .
وفي بداية المقابلة عناصر أخرى تؤثر على الإكلينيكي مثلا : مظهر العميل واللباس والوضعيات مثل : وضعية الجسم ، الشعر العمر ، الجنس ، المستوى الاجتماعي ، اللهجة .. لكي يستطيع أن يستقبل كل إنسان و كل الشخصيات بنفس النمط و نفس المعايير و الرؤى ، والإكلينيكي لكي يدافع عن نفسه ضد هذه التأثيرات من الممكن أن يكتب كل هذه الانطباعات لكي يكون واعيا بكل هذه التأثيرات و لكي يستطيع أن يستقبل كل الأشخاص دون شرط .
ولكى يدخل الإكلينيكي في المقابلة يستعمل عبارة مفتوحة تماما أو سؤال مفتوح مثلا : أريد أن أعرف ماذا يشغل بالك أو هل يمكنني معرفة ما بك … لأن بداية المقابلة لها أهمية كبيرة لكي يتكيف العميل مع المحيط و المكان الذي يوجد فيه رفقة الإكلينيكي .
3 – حرية التعبير : حيث يتقبل الإكلينيكي كل ما يقوله له العميل من الأفكار و المشاعر و العواطف حتى الترددات التعليقات ، يتقبل كل هذا باهتمام كبير و بصفة متسامحة ، كما يتجنب إصدار الأحكام سواء بالموافقة أو عدم الموافقة ، و يحترم الحرية الكاملة للعميل مع البقاء في موقف وسط لا حنان وعطف زائد و لا قسوة ، كما يتطلب أيضا من العميل توضيح الهدف من المقابلة و دور الإكلينيكي في المقابلة لا يجيب في مكان العميل و لا يؤول تعبيراته حسب وجهة نظره ، و لا يأخذ القرارات في مكانه بل يجب عليه احترام الحرية الكاملة للعميل في التعبير.
4 – التركيز حول معاش العميل : الأخصائي لا تهمه الأعراض فقط ، و لا يصغي فقط إلى مضمون أقوال العميل و لكن يهم أيضا المعاش الذاتي النفسي للعميل يعني كيف يشعر تجاه وضعية ما لأن هذا الأخير لا يقدم أعراضا فقط بل آلامه و صراعاته و صعوباته و توتره و يعكس للعميل هذا المعاش .
فالمقابلة مرحلة من الحياة يعيش العميل من خلالها تجربة أساسية شيئا فشيئا يتوقف العميل أن يلعب دورا بحيث يخفي نفسه و راء قناع ، ولكن يبدأ بالعيش بزيه الطبيعي و الحقيقي في علاقاته مع الآخرين و بذلك يظهر الهيكل العميق عن شخصيته .
5– تجنب التفسير : أن التفسير الغير الناضج أو الجارح أو المبكر قد يسد الطريق أمام مزيد من التقدم على سبيل المثال : قد يقتنع المعالج منذ الجلسة الأولى أن صراعات العميل يثيرها نزاعاته مع أمه في السيطرة و حب التملك ، و لكن إذا بدأ في مثل هذه المرحلة هذا التفسير دون الاهتمام أكثر بالعميل هنا فان هذا الأخير يرفضه و يصر أن أمه امرأة رائعة ، ومن الأخطاء الشائعة في عملية التفسير الاعتقاد أن الاستبصار الفعلي لمشاكلنا يقود أوتوماتيكيا لتغيير اتجاهاتنا و انفعالاتنا و سلوكنا و هو ما يدفع بنا إلى تفسير ذلك للعميل ، و لكن المطلوب هو أن نجعل العميل يفهم أسباب صراعه حتى يعدل لا إراديا سلوكه ، فهناك فرق بين الوعي العقلي المنطقي و بين الحياة الانفعالية و لا ينبغي أن نتعجل المعالم بإعطاء تفسيرات حتى نفسح المجال للعميل أن يكشف تدريجيا هذا الغموض الذي يعيشه و الحلول المناسبة لوضعيته و الخطوات التي تساعده أن يتقدم نحو النضج .
6 – إعادة التشكيل : ينتبه الإكلينيكي إلى كل ما يقوله العميل إلى كل ما يشعر به و دوره الأساسي يكرر أو يعود يعبر عن أقواله أو يعكس مشاعر العميل بصفة أوضح أو أقصر إذا أمكن .
7 – نهاية المقابلة : في الواقع ليس هناك نهاية المقابلة لأنها مرحلة من مراحل الحياة وهي لا تنتهي حتى لو كان الإكلينيكي لا يرى مرة أخرى العميل ، فالمقابلة تبقى مفتوحة لأنها تعبر عن مرحلة من مراحل الحياة .
8– أخذ النقاط : ليست المقابلة استفتاء أو استجواب ، وليس المهم أن يجمع الإكلينيكي كل المعطيات و لكن هدف المقابلة أن يكتشف العميل نفسه أكثر فأكثر و أخذ النقاط يتعلق بهدف المقابلة و نوعها .
9 – مشاكل السكوت : يلزم الإكلينيكي أن يتحمل السكوت ، ويتجنب أن يملأ السكوت بسرعة ، لابد له أن يفهم معنى السكوت و هل هذا السكوت مثمر أم غير مثمر، و من الممكن في بعض الأحيان السكوت يعبر عن صراع داخلي و شعور داخلي بالألم وهنا على الأخصائي أن يتفهم ذلك و أن يتعلم أن لا يطيل السكوت .
10 – الثرثرة : وراء هذه الثرثرة أيضا مشاكل و صعوبات كالسكوت ، عادة ما تثير القلق لهذا على الإكلينيكي أن يتحمل هذه الثرثرة و يقبل كل ما يقوله العميل و يركز عليه انتباهه حتى يقلل من هذه الثرثرة .
11- المواقف في علاقة المساعدة : إن مهمة علاقة المساعدة أو العلاج النفسي تتضمن معالجة الفشل في الاتصال ، فالشخص أكثر انفعالا و غير متكيف هو في مأزق لأنه قبل كل شيء انقطع الاتصال مع نفسه وكذلك مع الآخر ، كما أن أجزاء الشخصية تتميز بعدم الوعي والرفض والكبت من طرف الوعي ، وقد يحدث لها توقف بصفة تجعلها لا تتصل بالجزء الواعي أو المسير للشخصية .
وبهذا الشكل الذي يعبر به الآخر عن شخصه يكون محل للتغييرات و التبديلات وهكذا فإنه يتألم في فرارة نفسه و في علاقته بالآخر ومن ، ومن ثم فإن علاقة المساعدة عبارة عن مساعدة الشخص على الحصول على علاقة طيبة في نفسه ، وذلك بفضل علاقة خاصة مع المساعد وهو اتصال جيد داخل الشخص وبين الأشخاص "فالكتاب الأساسي في علم النفس هو عالمنا الداخلي "
12- الصعوبات الأساسية في العلاقة الإنسانية : لقد تساءل العديد من العلماء حول هذه المسألة التي مفادها ما هو العامل الأساسي الذي يعرقل الاتصال مع الآخر ومع الذات أيضا ؟، إن الحاجز الكبير للاتصال المتبادل بين الناس بصفة عامة هو نزعاتنا التلقائية للحكم على الآخر و انطلاقا من هذا يتولد بداخلنا الخوف من الحكم ومن الآخر .
كيف نعالج هذه المسألة :
1- الإصغاء : لتكوين علاقة جيدة يتجنب الإكلينيكي هذه النزعة للحكم و يكون بذلك مصغيا إلى العميل بإمعان و إدراك ، و بعبارة أخرى إذ يدرك الأفكار و التصرفات و الأحاسيس المعبر عنها من طرف العميل حسب وجهة نظره ، لذا يحس الإكلينيكي كيف يشعر أو يحس العميل في أعماقه في إطار مرجعيته ، قد يبدو هذا سهل جدا و لكن في حقيقة الأمر المهمة صعبة جدا و الإصغاء العميق هو الوسيلة التي أظهرت أكثر نجاحا في ميدان العلاج النفسي .
والإصغاء صعب و يتطلب تضحية عندما أصغي أمتنع أن أتكلم وأمتنع أن أفسر وأن أقنع وأن أبرر ، وهدف هذا الإصغاء قبول كل ما يعبر به العميل ، لا يعني ذلك أنني أوافق كل ما يقوله و يفعله العميل و إنما يعني بصورة أدق
2- الخروج من الذات : وأن أركز نفسي حول العميل و لا أصغي فقط بأذني لكني أصغي بكل الشخصيات بأعماقي وهذا يتطلب جهد و عمل كبير جدا خاصة إذا علمنا أن الإصغاء يتطلب بعد وقرب أو كما يعبر عنها العلماء بالمسافة الجيدة بين الأخصائي و العميل أي لا قريب جدا من العميل ولا بعيد جدا و هنا لا يقصد به البعد أو القرب الفيزيقي بل البعد أو القرب المعنوي .
سيكون الإصغاء على 3 مستويات :
- مستوى الأحداث : الأقوال و مضمون المشكلة
- مستوى المعاش الداخلي : المشاعر و الانفعالات
- مستوى التأثير الداخلي : كيف تؤثر الأحداث
فالإصغاء يتطلب انفصال أو تمييز بين رغباتي و عواطفي و رغبات و عواطف الآخر.كيف يستطيع الإنسان أن يكون هو نفسه أو يتطور في اكتساب هذه المواقف؟ يقول كارل رورجرس: لا يكفي أن ننظر إلى تجارب الآخرين أو إلى نتائج البحوث بل يجب أن نخضع أنفسنا إلى تجربتنا الخاصة و أن نطرح أسئلة على أنفسنا ونجيب عليها بكل صراحة حتى يمكننا أن نصل إلى حقيقة أنفسنا .
2- الواقعية أو الشفافية أو المطابقة : هنا يمكن أن يطرح سؤال جوهري : هل بإمكاني أن أكون بصفة تجعل الآخر يعول علي و يثق بي كشخص أمين و منطقي في تصرفاتي و سلوكي ، و في هذا الميدان لا تكفي العلامات الخارجية مثلا : الدقة في المواعيد – احترام الطبيعة السرية للمقابلات … لأن نوع من الانزعاج مثلا أو أي شكل من عدم القبول يظهر دائما في وقت ما من العلاقة ( إذا الآخر أزعجني و لم أقبله و لم أبد له ذلك فإن ذلك سيظهر لاحقا في أي وقت من المقابلة)
فالمطابقة موقف إنساني حيث يوجد تطابق دقيق بين التجربة و الشعور بالوعي و الإظهار أمام الآخر ( تطابق بين الباطن و الخارج ) ما أحسه داخليا كما يستحب أن أظهر أمام الغير كما أنا في الداخل مثال عن عدم التطابق : الابتسامة المهنية
3- التركيز حول معاش العميل : لا يركز الأخصائي على الأعراض فقط ، لا يصغي فقط إلى مضمون أقوال العميل ، و لكن نهتم أيضا وخصوصا بالمعاش الذاتي للعميل يعني ذلك كيف يشعر العميل أو هل بإمكان الأخصائي أن يصغي إلى كل ما يشعر به و أن يترك له الحرية الكاملة في التعبير عن نفسه دون قيود و لا يقدم له أعراضه فقط بل آلامه و صعوباته و ثرثراته و حتى صراعاته .
ولهذا الأخصائي أن يهتم بالمعاش الداخلي للعميل و يعكسه للعميل كأن يقول له يظهر لي بأنك تتألم كثيرا أو تعيش حالة حزن أو أنك مضطرب …) فالمقابلة مرحلة من الحياة حيث يعيش العميل تجربة أساسية و حساسة شيئا فشيئا ، ويتوقف عن إخفاء نفسه خلف القناع و يبدأ في الظهور في شكله الطبيعي مع الأخصائي ثم مع نفسه ثم مع الآخرين ، يعني أثناء المقابلة يسقط قناع العميل و يبدأ يعيش علاقة طبيعية مع اتصال طبيعي مع مختلف جوانبها و هكذا يظهر الهيكل العميق للشخصية .
4- تجنب التفسير : إن التفسير غير الناضج أو التفسير الجارح أو المبكر جدا قد يسد الطريق أمام مزيد من التقدم ، على سبيل المثال قد يقتنع المعالج من الجلسة الأولى أن صراعات العميل تثيرها نزاعات حب التملك و حب السيطرة ، و لكنه إذا أبدى في هذه المرحلة مثل هذا التفسير فإن الأكثر احتمالا أن يرفضه العميل و أنه يصر أنه ليس كذلك …، فدور الأخصائي ليس تقديم تفسيرات أو شرح و إنما يقدم أضواء فقط و يعس بصورة سليمة صورة العميل الحقيقية .
فهناك فرق بين الوعي العقلي المنطقي و بين الحياة الانفعالية ، و لا ينبغي أن يتعجل المعالج في إعطاء تفسيرات يصاحب الإكلينيكي العميل في اكتشاف عالمه الداخلي بصفة أكثر فأكثر وضوح حتى يكشف العميل بنفسه الحلول المناسبة أو الخطوات التي تساعده على التقدم نحو التحسن .
5- إعادة التشكيل : ينتبه الإكلينيكي إلى كل ما يقوله العميل و إلى كل ما يشعر به و دوره الأساسي أن يتأكد من أنه لم يدخل شيئا مختلفا أو تفسيرا جديدا ، في أقوال العميل وحتى مشاعرة وهو بذلك يعطي للعميل الدليل بأنه أصغى و فهم كل ما عرض عليه (إعادة تشكيل جيد يعني إصغاء جيد).
وقد حدد كار روجرس مستويات إعادة التشكيل في :
- إعادة التشكيل الانعكاسي : حيث يعكس الإكلينيكي أو المعالج عبارات أو معاش العميل بمساعدة العميل نفسه في توضيح مشاعره و اتجاهاته ، و لذا يتطلب ذلك أن يعيد اتجاهات العميل ومشاعره التي عبر عنها و التي يعيشها في الجلسة ، لذا يجب على الإكلينيكي صبورا و يكون مصغي جيد ويعكس فقط ما قاله العميل ، وعندما يتوقف العميل متوقعا من الأخصائي يكتفي هذا الأخير بقول مثلا : أفهم من كلامك … أو أشعر أنك تريد … هل فهتك جيدا …هل هذا ما قصدت إليه ، وهكذا يستطيع العميل أن يقترب شيئا فشيئا من معاشه الحالي و لا يكتفي فقط بالتعبير عن مشاعر الماضي بل يدخل في المشاعر الحالية .
- إعادة التشكيل التوضيحي : معظم جهود الفاحص تتركز حول توضيح مشاعر العميل في أغلب الأحيان كل ما يعبر عنه العميل ، هو معاش له مضمون مختلط فيه التباس و غموض وتداخل للمشاعر السلبية و الإيجابية فهنا الفاحص يتدخل بأن يوضح هذه المشاعر وهذا المعاش ، مثلا إذا قال العميل أخاف يكون تدخل الفاحص بكيف تخاف وليس لماذا تخاف .
6- قبول الآخر بدون شرط وعدم الحكم : وهنا يسأل الفاحص نفسه هل أستطيع أن أقبل جميع وجهات النظر التي يقدمها الآخر ؟، فعدم القبول يكشف بشكل جلي مخاوف خاصة بالفاحص و بأنه مهدد داخليا وهو ما يعيق سير الحصص العلاجية ، ولا بد أيضا أن يتساءل هل أستطيع أن أحرر الآخر من الخوف لأنه مدان أو في ضيق ما ، و أن أدخل في علاقة بدون الحكم و بدون تقييم فإن ذلك يسمح للشخص أن يصل إلى اكتشاف أن الحكم ليس عند الآخرين بل في مركز المسؤولية الذاتية .
7- الإيمان بالغير : السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو هل يمكنني أن أنظر إلى الآخر كشخص قابل للتطور و قابل للتغيير و التحسن ؟، وهل يجب معاملة الآخر كطفل غير ناضج أو كتلميذ جاهل أو كشخصية مرضية ؟، كل هذه الوضعيات ما هي في الواقع سوى بطاقات الوصم التي تعرقل العلاقة الإنسانية ، ومن جهة أخرى يعد الإيمان بالغير أحد الدعائم الأساسية التي تمكن الآخر من الإيمان بقدراته و الإيجابيات الموجودة في أعماقه .
8- تطور العميل أثناء المقابلة : عندما يجد العميل أحدا يصغي إليه يقبل مشاعره و انفعالاته و عواطفه المتناقضة و يقبله كما هو بدون شرط ، فإنه يصبح شيئا فشيئا قادرا على الإصغاء لنفسه قدرا على تقبل نفسه ، قادرا على اكتشاف بعض جوانب شخصيته ، يتفتح أكثر فأكثر على عالمه الداخلي ، يصبح قادر على الإصغاء للعواطف والانفعالات التي كان ينكرها أو يكبتها من قبل ، يصبح قادر على أن يعيش في الحاضر ببعض معطيات الماضي أن يعتمد على جوانبه الإيجابية في التقدم نحو النضج .
ويستطيع العميل من خلال علاقة المساعدة و المقابلة العلاجية أن يجدد و يغير نظرته تجاه نفسه ، قد يبتعد في رؤيته لنفسه مما يجعله غير مقبول في نظره وغير جدير بالتقدير، فينظر إلى نفسه شيئا فشيئا كإنسان ذو قيمة مستقل قادر على تأسيس قيمة لذاته انطلاقا من تجربته الخاصة و ليس على نظرة الآخرين وعلى حكمه هو وليس على حكم الآخرين عليه ، فمن خلال المقابلة الجيدة يصبح أقل اندفاعية ومهتم أكثر بمسؤولياته و آراؤه أكثر واقعية و يتقلص الفارق بين الأنا الكامن و الأنا المثالي ، بمعنى أدق أصغي إلى الآخر يعني أن يستطيع هو الإصغاء إلى نفسه و أن أقبله يعني أن يقبل نفسه كما هي ، أن أؤمن به يعني إيمانه بقدراته و طاقاته المعطلة .
9- المقابلة مع الأطفال : من المعروف أن الطفل لا يطلب المساعدة إنما قد يطلبها الوالدين أو أحدهما أو المدرسة و في بعض الأحيان القاضي أو الطبيب ، لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار أن المقابلة مع الأطفال لها وضع جد خاص وهذا لتعقد المقابلة في حد ذاتها من جهة ومن جهة أخرى الطفل لا يفهم إطلاقا بينه و بين محيطه وبخاصة المحيط الأسري ، وبذلك يكون تابعا نفسيا و قضائيا لأسرته معنى المقابلة الحقيقي ، فمشاكل الطفل راجعة بالدرجة الأولى إلى إشكالية علاقية ، و بالتالي التركيز دائما يكون حول هذه النقطة و هو إزالة هذا الإشكال وذلك بالتخفيض من حدة القلق لدى الوالدين أولا ثم محاولة إعادة بناء العلاقة ، و قد يحتاج الفاحص في ذلك إلى استعمال اللعب و الاختبارات ومع الطفل و الحوار المركز على إعطاء أهمية للطفل ثم إشراك الوالدين في الحوار بالتدريج ثم ترك الحوار قائم بينهما حتى يشعر الفاحص أن العلاقة على أفضل ما يرام .
والمقابلة الإكلينيكية: "وهي وسيلة منظمة هادفة (تبدأ…لكي تنتهي) تبدأ بدوافع تحقيق الهدف الذي أجريت من أجله ، وتنتهي بتوقعات الأخصائي الإكلينيكي ، وكذلك المريض الذي يطلب التدخل العلاجي وتعتمد المقابلة التشخيصية على أساسين وهما سؤال المريض وملاحظة سلوكه الحالي ، أثناء المقابلة ، وكذا معرفة العوامل المؤثرة في شخصيته" .
فالمقابلة في أبسط تعاريفها " محادثة تتم وجها لوجه بين العميل والأخصائي الإكلينيكي ، وغايتها العمل على حل المشكلات التي يواجهها العميل والإسهام في تحقيق توافقه ، وتتضمن التشخيص والعلاج ، وتهيئ الفرصة أمام الإكلينيكي للقيام بدراسة متكاملة للحالة عن طريق المحادثة المباشرة". والمواجهة (فاحص- مفحوص) تفرض على الفاحص كما يقول أحمد النابلسي الاعتماد على عاملين أساسيين هما:
أ) دراسة المظهر الخارجي للمفحوص: التي تعتمد على دراسة شكل الوجه وتعابيره التي يمكن أن تعكس حالاته النفسية ، ومراقبة حركاته ، مزاجه الذي يمكن أن ينعكس من خلال مظهره وتصرفاته .
ب)الحوار مع المفحوص: والذي يمكن أن يعتمد على النقاط التي يمكن للفاحص استخلاصها من خلال الحوار وهذه النقاط هي :
- اضطراب الحديث لدى المفحوص .
- إدراك المفحوص للزمان والمكان وإدراكه أيضا لجسده وللعالم الخارجي .
- الانتباه ودرجاته لدى المفحوص وأيضا مزاجه واتجاهاته .
- الذاكرة وقوة التذكر وكذا قدرة المفحوص على التجريد والحكم على الأشياء.
- محتوى أفكار المفحوص .
أنواع المقابلات ( أنظر إلى الجدول السابق )
1- المقابلة نصف الموجهة 2- المقابلة الإكلينيكية
3- المقابلة الموجهة 4- المقابلة الإكلينيكية مع الأطفال
5- المقابلة السايكاترية 6-المقابلة النفسية التحليلية
وللمقابلة الإكلينيكية أنواع اخرى نذكر منها :
1- مقابلة الاستقبال : يكون الاهتمام موجها نحو مواضيع مشكلة العميل والخطوات التي اتخذها سابقا وتوقعاته الحاضرة ، وتعريفه بالإمكانات المتاحة .
2- المقابلة المقننة : من المقابلات التي يلاحظ فيها المفحوص في ظروف غير عادية تستثير الانفعال، إلا أن مثل هذه المقابلات يغلب أن تكون قليلة الفائدة في معظم المواقف الإكلينيكية التي يكون تعاون المريض فيها أمر بالغ الأهمية ، وتكون معلوماتها وبياناتها في الكثير من الأحيان خاضعة للدراسة الكمية .
3- المقابلة الحرة(التشخيصية) : تسمح بالحصول على البيانات المطلوبة بأقل توجيه ممكن ، وبأكبر قدر من التلقائية ، ولذلك فهي تستثير قدرا من مقاومة العميل ، وتيسير الكشف عن خصائصه الفريدة والفهم الأكمل والأعمق لدينامية شخصيته ، إلا أنها لكي تحقق هذه الأغراض تتطلب خبرة معمقة ، وأثناء المقابلة العيادية يستعين الفاحص بدراسة تاريخ الحالة التي تطلب إجراءات دراسية خاصة تتفق مع ظروف الحالة وقدراتها العقلية ، ومكانتها الاجتماعية ، ومستواها الاقتصادي ، وعمرها الزمني والتعليمي لتكون ملائمة لها لتحقيق أغراض محددة ، تتبلور في رسم صورة واضحة للحالة المدروسة ، بغاية اتخاذ القرار بشأنها وتقديم العلاج المناسب لها ، ودراسة الحالة يعتبر الطريق المباشر إلى جذور الاضطرابات النفسية ، وتتضمن كل المعلومات التي تجمع عن الحالة والتي يجب فيها تحديد ما يلي:
- تحديد البيانات الأولية عن المفحوص
- تحديد السوابق الوراثية
- تحديد معطيات عن طفولة المفحوص ومواقفه
- تحديد الصدمات النفسية في حياة المفحوص
- الأمراض الجسدية التي يعاني منها المفحوص
إن دراسة الحالة تهدف إلى الإحاطة المعرفية الشاملة بتفاصيل شخصية الحالة ، من حيث المنظور الدينامي والترابطي والعلاقي والتاريخي ، فنجد العديد من العلماء أكدوا على منحى دراسة الحالة من حيث الأهمية والشمولية في عملية التشخيص ، ويؤكد جوليان روتر بأن دراسة الحالة هي المجال الذي يتيح للفاحص جمع أكبر قدر من المعلومات حتى يتمكن من المناقشة المباشرة مع المريض ، والمتضمنة طبيعة المشكلة ، ظروفها ، مشاعر صاحبها واتجاهاته ورغباته ، وكذا الخبرات المؤلمة التي تعرض لها ، والمعلومات عن الأسرة والرفاق والمربين وتساهم الاختبارات النفسية في الكشف عن القدرات والمهارات وكذا الميول المرضية ، وهنا يؤكد روتر على ضرورة الحصول على المعلومات في دراسة الحالة من جميع المصادر المتاحة دون استثناء أو تفضيل مصدر على آخر، لأنها لا تصب كلها في تحقيق الهدف المطلوب ، وهو تكوين صورة إكلينيكية متكاملة عن الحالة كي يتحقق الفهم الشامل لها.
أما عن دور الأخصائي الإكلينيكي في المقابلة العيادية التشخيصية فيتبلور في مدى قدرته على تجنب الأخطاء التي باتت تتكرر في العمل التشخيصي ، حتى أطلق عليها" الأخطاء الشائعة" مما يؤثر على دقة التشخيص وقرار العلاج ، ومن الأخطاء الشائعة نذكر منها:
- خطأ الإسراف في الحديث وكثرة الكلام .
- خطأ محاولة إعطاء أكثر من سؤال في وقت واحد وكذا خطأ التوجيه أسئلة مغلقة .
-خطأ قلة الاهتمام بالعلاقة مع الحالة .
- خطأ في فنيات التساؤل.
- خطأ فهم التخيلات وأحلام اليقظة .
- خطأ في مواجهة أو احتواء العجز اللفظي .
- خطأ ضعف الاهتمام بتفسير ا