مرض القلب أحد المسببات الرئيسية للوفاة في العالم أجمع
مشاريع الأبحاث العالمية تسعى لوضع حد للنوبات القلبية والجلطات الدماغية
من إريكا غيبل، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف
بداية النص
واشنطن، 25 تموز/يوليو، 2008- بالرغم مما تحقّق من تقدم باهر في ميدان الطبّ على مدى السنوات الخمسين الماضية لا يزال مرض القلب سببا رئيسيا للوفيات في العالم قاطبة والمسبب الرئيسي للوفيات في الولايات المتحدّة.
ويمثل مرض القلب او مرض الأوعية القلبية نسبة حوالي 30 في المئة من الوفيات في العالم أجمع، استنادا لمنظمة الصحة العالمية. وفي الولايات المتحدة يتوفى حوالي 700 ألف شخص من هذا الداء في كل عام. وفي 2006 قدرت جميعة القلب الاميركية ان الخسارة الفادحة الناجمة عن أمراض القلب تكلّف الأميركيين أكثر من 258 بليون دولار.
ويشتمل مرض القلب عددا من الامراض المحددة المتصلة بالقلب والشرايين. ومن إحداها مرض الشريان التاجي الذي تسبب بنسبة 71 في المئة من الوفيات بداء القلب في الولايات المتحدة في عام 2002 حسبما جاء في تقرير لمؤسسة مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها. ومن الأمراض الأخرى الشائعة المنبثقة عن القلب والشرايين مرض القلب الخلقي، والسكتة القلبية بسبب الإحتقان، ومرض القلب الرئوي ومرض القلب الرثيي.
ومما يسبب مرض الشريان التاجي تضييق الأوعية الدموية التي ترفد الى القلب وهذا يحدث حينما تتشكل ترسبات دهنية تعرف بتصلب الشرايين وتصبح من السماكة بحيث انها توقف تدفق الدم فيحصل احتشاء لعضلة القلب ما قد يؤدي الى الوفاة او العجز.
ويمكن تقليص أخطار مرض القلب من خلال تغيير النمط الحياتي واعتماد حمية صحية والتمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين. ومن دلالات وجود خطر بحدوث مرض القلب هو مستويات الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تقاس لتقييم نجاعة العلاج بالعقاقير وتغيير نمط الحياة لخفض فرص الإصابة بمرض القلب. كما أن مرض السكرّي والبدانة هما من الأخطار المسببة لمرض القلب. (راجع مقال داء السكري يهدد حياة الناس في كافة أنحاء العالم. وكذلك مقال البدانة المفرطة أصبحت خطرا يتهدد الصحة في العالم أجمع.)
* التعاون الدولي حول الأبحاث الطبية
أطلقت منظمة الصحة العالمية والمنتدى العالمي للأبحاث الصحية مبادرة أبحاث حول أمراض القلب والأوعية في تشرين الثاني/نوفمبر 1998. وتفرّعت عن المبادرة ستّة مشاريع أبحاث ومن بينها علاجات يرعاها المجتمع وبرامج إدارة سريرية. ويشارك باحثون من أستراليا وسويسرا وفنلندا والولايات المتحدة في هذا المجهود.
وترعى منظمة الصحة العالمية كذلك مشروعا يعرف بـ القلب البيني او INTER-HEART وهو بمثابة دراسة عالمية النطاق تسعى لتحديد عوامل خطر تقليدية وناشئة مسببة للسكتة او الذبحة القلبية ولاستخدام تلك المعطيات للمساعدة في تطوير سياسات صحية أكثر نجاعة.
اما المعهد القومي للقلب والرئة والدم المنبثق عن المؤسسات القومية للصحة فيعكف على إجراء برامج أبحاث سريرية واساسية. والأبحاث الاساسية تتسم بطبيعة استكشافية وتشمل تجارب ودراسات في مختبرات. اما التجارب السريرية فتطال متطوعين يجربون عقاقير ووسائل أخرى لغرض التيقّن من كفائتها وسلامتها.
وينطوي أحد مشاريع الأبحاث على تحسين التصوير بالأشعة الممغنطة لرصد القلب. ويعكف الباحث إليوت ماكفي من المعهد القومي للقلب والرئة والدم على تطوير استراتيجيات للتغلب على عقبتين في وجه الحصول على صور واضحة. وإحدى هاتين العقبتين هي ان القلب يتحرك فيما الثانية هي أن الحاجة للتصوير كثيرا ما تتزامن مع حالة صحية طارئة.
ويساعد التصوير مرضى القلب لأنه يتيح للأطباء ان يحددوا بصورة أفضل اي علاج سيكون الأمثل لكل مريض. وأحيانا فان العلاج نفسه يمكن أن يقدم بصورة أدّق وأنجع بموجب ارشادات التصوير المباشر."
ويشمل أحد مشاريع ابحاث ماكفي السعي لتبيان "الجرح المندمل" او الإنسداد في القلب الذي يتأتى بعد إصابة الشخص بذبحة قلبية. ويقول ماكفي ان الصلة بين شكل ذلك الجرح ونزوع حصول عدم انتظام ضربات القلب لاحقا مما قد يؤدي الى الوفاة لا تزال مجهولة،ونحن نود ان نكتشف تلك الصلة كي يمكننا أن نحدد على الوجه الافضل أيا من المرضى سيحتاجون لأجهزة لتنظيم ضربات قلوبهم."
وعدم انتظام ضربات القلب يمكن معالجته بجهاز منظّم يستخدم إشارات كهربائية لمساعدة القلب على استعادة نمط ضرباته الصحي.
* الوقاية من مرض القلب
إن علاج مرض القلب والإشراف على هذا العلاج يمكن أن يساعدا في معالجة مشكلة مرض القلب. الا أن الاستراتيجية البديلة لكبح هذا المرض المزمن تتمثل في الوقاية.
وفي الولايات المتحدة تشرف مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها على برامج تتوخى الوقاية من مرض القلب في 33 ولاية أميركية وهي تروج لصحة القلب من خلال توعية الجمهور ورصد عوامل الخطر وتحديد استراتيجية واعدة لتشجيع العلاجات.
ويقول الدكتور دارون لابارث، مدير شعبة مراكز الأمراض الخاصة بمرض القلب والوقاية من الجلطات الدماغية: "تدور أبحاثنا حول مرض القلب والوقاية من السكتات الدماغية وهي تبدأ بالوقاية من عوامل الخطر بالذات. ونحن نعمل مع منظمة الصحة العالمية في جهود تتوخى خفص استهلاك الملح للوقاية ضد ارتفاع ضغط الدم وخفضه."
كما أن استراتيجيات الوقاية وخيارات علاج مرض القلب كان لها وقع ايجابي. ففي الولايات المتحدة تراجع معدل الوفيات من مرض القلب منذ الستينات من القرن المنصرم، الا أن هذه المكاسب تتباين وفقا للفئات الديمغرافية.
مثلا، والكلام للابارث، فان "الفجوة بين المواطنين السود والبيض اتسعت في الولايات المتحدة. وطبقا لتقرير مراكز ضبط الأمراض فان معدل الوفيات من مرض القلب لدى السود في 2002 كان أعلى بنسبة 30 في المئة منهم لل$ في هذه البلاد.
ثم خلص الباحث لابارث إلى القول: "التحديات الني نواجهها في يومنا هذا تتمثل في التخلص من كافة النوبات القلبية والجلطات الدماغية التي يمكن منعها ابتداء بعوامل الخطر نفسها وتحقيق ذلك لكافة الشرائح السكانية."