السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بإذن الله تعالى من خلال هذا الموضوع سنلقي الضوء على كل ما يخص العسل من طرق شرائه وكيفية كشف الغش في العسل ، وكذلك عن كيفية حفظ العسل والقيمة الغذائية للعسل وفوائده الصحية وأتمنى لكم أن تقضوا أمتع الأوقات وأن تستفيدوا من هذا الموضوع :
شراء العسل :
هناك نوعان رئيسيان من العسل :
1
- العسل المعبأ الجاهز : وهو عسل طبيعي ولكن يتم معاملته بالحرارة وتعبئته في وعاء محكم مغلق . وفي هذه الحالة فإن العسل يفقد بعض خواصه العلاجية نتيجة تأثير الحرارة على بعض المواد والأنزيمات ، ولكن تبقى العديد من الخواص الأخرى . وفي حالة شراء هذا النوع من العسل يجب التأكد من لزوجة العسل فكلما كان مكثفا ً احتوى على مواد غذائية أكثر . أما بالنسبة للون فإن ذلك يعتمد على نوع العسل
( نوع الزهرة ) .
2- العسل الذي يباع بدون معاملة حرارية : وقد يكون معبأ في أوعية زجاجية أو بلاستيكية أو يباع بالوزن . وهذا النوع من العسل عادة ما يكون مفيدا ً لعلاج الأمراض نتيجة عدم معاملته بالحرارة وبقاء أغلب الصفات الحيوية للعسل . وكما في العسل المعبأ الجاهز هناك أنواع عديدة من العسل وأشهرها العسل الدوعني ( عسل حضرموت ) والعسل العماني الجبلي وعسل السدر وغيرها .
كيف تستطيع كشف الغش في العسل ؟
العسل له ألوان مختلفة باختلاف الأزهار ، كما تعتمد رائحته بالدرجة الأولى على رحيق هذه الأزهار التي يتغذى منها النحل ، وكلما كانت النحلة تتغذى من أزهار مختلفة فإن الرائحة تصبح أكثر تعقيدا ً لصعوبة تمييز رائحة نوع معين من الأزهار ، أما طعم العسل فتتحكم فيه نسبة المواد العطرية وكذلك نسبة السكر. ولكي تعرف العسل الطبيعي من العسل المغشوش يجب عليك مراعاة الجوانب التالية :
1- يجب شراء العسل من الناس الموثوقين ويتم البحث عنهم بالتحري وملاحظة السند الذي مر به العسل من مصدره حتى وصوله بين يديك فهذه عادة عربية توثق الخبر المنقول .
2- لاستخدام العسل في علاج الأمراض يفضل العسل البلدي الذي تمت تعبئته مباشرة دون أن يتعرض لحرارة فرن التعبئة.
3- ابحث عن العسل الربيعي بالدرجة الأولى وذلك من ملاحظة التاريخ الإفرنجي للإنتاج وعادة ما يوضع على العلبة فإن العسل الربيعي هو أجود أنواع العسل أما إذا تعذر فالعسل الصيفي أما الشتائي فهو أقل جودة.
4- احذر من شراء العسل المحفوظ بأوعية معدنية وذلك بسبب حموضة العسل والتي يمكن أن تتفاعل مع معدن الوعاء مؤدية إلى تسرب بعض المعادن إلى العسل ويفضل العسل المعبأ في زجاجات.
5- معرفة منطقة المنحل وطبيعة المرعى الذي تتغذى منه النحل ، فالعسل الموجود على طبيعته في الجبال أو في أشجار الغابات أفضل من العسل المنتج في المزارع .
6- العسل المنتج في مزرعة كبيرة تحتوى على أصناف كثيرة من الزهور أفضل من العسل المنتج في مزرعة فقيرة في الزهور ولا تحوي إلا أنواعا ً محدودة منها.
7- في حالة تعثر الحصول على عسل حسب الأوصاف السابقة استخدم طريقة ( الخلط ) ويتم فيها خلط كميات متساوية من الأعسال المختلفة لدعم بعضها بعضا ً على شرط أن تكون هذه الأعسال متوافرة تجاريا ً وتم فحصها ، وعادة فإن الأعسال المستوردة تكون مفحوصة قبل نزولها السوق .
8- لاحظ أن العسل المغشوش يسبب الإحساس بالحموضة في الجوف بعد دقائق من تناوله أما العسل النقي فلا يسبب هذا الشعور بل إنه يخفض من درجة الحموضة إذا كانت المعدة مضطربة وإفرازاتها الحمضية زائدة.
9- لاحظ أن العسل النقي له قوام جيلاتيني مطاط عند تناوله بالملعقة بينما العسل المزيف ليس له هذا القوام .
10- احذر العسل المخزن مع الشمع لأن مدة صلاحيته لا تتعدى أسابيع ثم تظهر الحموضة أو التعفن أو الاثنان معا ً فيه مما يفقده قيمته العلاجية ولكن حفظ الشمع وهو مغطى بالعسل تماما ً يمكن أن يجنبه الإشكالات أعلاه وتبقى جودة الشمع وما يحتويه من مواد مفيدة.
حفظ العسل :
يعتبر العسل من المواد الغذائية التي يمكن حفظها لفترة طويلة. يوضع العسل في وعاء زجاجي محكم القفل ويوضع في مكان بارد ولمدة تصل لأكثر من عام واحد. وحفظ العسل في الثلاجة لمدة طويلة قد يتسبب في ترسب حبيبات السكر في القاع ولا علاقة لذلك بجودة العسل فهي ظاهرة طبيعية للمحاليل التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
القيمة الغذائية والفوائد الصحية :
يحتوي العسل على نسبة بسيطة من الماء تتراوح بين 17 – 18 % وزيادة هذه النسبة مؤشر على عدم نضج العسل أو غشه. ويعتبر العسل مصدرا ً مكثفا ً للطاقة الحرارية فكل 100 غرام منه تعطي حوالي 300 سعرة حرارية. يوجد ما لا يقل عن 24 نوعا ً من السكر في العسل لكن أهمها سكر الجلوكوز ( سكر العنب ) والفركتوز ( سكر الفاكهة ) وهناك أحماض عضوية عديدة لها دور في إعطاء النكهة للعسل كما أن لبعضها دورا ً في حفظ العسل والحيلولة دون تلفه. ولا يحتوي العسل على أية بروتينيات تذكر ولا تزيد عادة عن
25. % - 8. % أما بالنسبة للعناصر المعدنية ، فإنه يحتوي على كميات قليلة من الحديد والنحاس والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم وغيرها ويوجد في العسل ما لا يقل عن 10 فيتامينات ولكن نسبتها قليلة أهمها فيتامين ب1 ، ب2 و ب6 وحمض الفوليك وفيتامينات ج و ك. ومعاملة العسل بالحرارة تؤثر على كمية الفيتامينات. وهناك أنزيمات متعددة في العسل لها دور كبير في علاج بعض الأمراض ومصادر
خواص العسل المضادة للبكتيريا:
يمتلك العسل أربع صفات رئيسية تجعله مسؤولاً عن الخواص المضادة للبكتيريا؛
الخاصية الأسموزية: يعد العسل عالي الإشباع بالمحاليل السكرية بالتالي فهو يتمتع بأسموزية عالية، هذه الخاصية تجعله قادراً على قتل البكتيريا و الفطريات عن طريق سحب المحتوى المائي الموجود في خلاياها.
درجة الحموضة (الرقم الهيدروجيني pH ): يبلغ الرقم الهيدروجيني للعسل ما يقارب 4 بالتالي يعد العسل مادة حمضية، هذه الحموضة تؤدي إلى تثبيط نمو معظم أنواع البكتيريا.
إنتاج فوق أوكسيد الهيدروجين H2O2: يتمتع العسل بقابليته على إنتاج فوق اوكسيد الهيدروجين حيث يعتقد البعض أنه السبب الرئيسي بالنشاط المضاد للبكتيريا في العسل، إذ يعمل على قتل البكتيريا عن طريق الملامسة.
ويمتلك العسل المكونات الضرورية لإنتاج كميات محدودة و قليلة من H2O2 على فترات طويلة من الزمن، هذه القابلية البطيئة على الإطلاق جعلت العسل المادة المثالية للاستخدام في معاملة الجروح و الخلل المتسبب عن البكتيريا.
4. مكونات الرحيق الزهري: تتفاوت أنواع العسل فيما بينها من الناحية الدوائية تبعاً للمصدر الرحيقي الزهري للعسل؛ فبعض أنواع العسل فعالة أكثر من غيرها، فاختلاف مضادات البكتيريا في الرحيق و العسل يعود إلى اختلاف الرحيق و هذا يشرح من جانبين:
الاول ان بعض أنواع الرحيق تحتوي على إنزيم الكاتاليز المسؤول عن معادلة فوق أوكسيد الهيدروجين H2O2 .
والجانب الثاني ان بعض أنواع الرحيق تحتوي على مواد غير معروفة تماماً، لها خواص مضادة للبكتيريا.
بالإضافه الى الفلافينويدات؛ وهي عبارة عن مواد تنتج في النبات و هي موجودة أيضاً في العسل و يعتقد البعض أن لها فعالية كمضادات للبكتيريا
* خواص العسل العلاجيه:
- يفيد العسل في تعويض السكريات المستهلكة بالجسم نتيجة المجهود الجسماني أو الذهني، لأن العسل يحتوي على سكر الجلوكوز سهل الامتصاص و التمثيل السريع في الجسم، و سكر الفركتوز بطيء الامتصاص فيعمل على حفظ سكر الدم.
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي لأنه مقاوم للتخمر الهضمي من جهة و يزيد من نشاط الأمعاء من جهة أخرى. هذا بالإضافة الى أن السكريات التي يحتويها لا تسبب تهيجاً في جدران القناة الهضمية بل تعتبر مادة مهدئة و ملطفة تساعد في عمليات الهضم.
- العسل علاج نافع في مرض القرحة المعدية و الإثني عشر؛ نظراً لمقاومته لتأثير الحموضة الزائدة في المعدة و إلغائه لتأثيراتها إذ تختفي آلام المرض بسرعة و تتوقف عمليات القيء و حمو الجوف المصاحبة لهذين المرضين بعد تناول العسل، على أن يؤخذ العسل قبل الأكل بساعتين أو ثلاث، و أفضل الأوقات هو قبل الإفطار أو الغداء بساعتين، أو بعد العشاء بثلاث ساعات خاصة إذا جرى تناول العسل بكوب من الماء الدافىء.
- العسل غذاء عالي القيمة الغذائية؛ لما يحتويه من سكريات و فيتامينات و خمائر و عناصر معدنية. و قد دلت أبحاث معهد باستور بباريس أن كيلو غرام واحد من العسل يفيد الجسم بما يعادل ثلاث كيلو غرام و نصف من اللحم و اثني عشر كيلو غرام من الخضراوات.
- العسل علاج ناجع في بعض الإصابات الجلدية و يستعمل دهوناً لتخفيف الآلام و الإسراع في التئام الأنسجة في جميع أنواع الجروح، كما استخدم في الكثير من حالات الحروق.
- لوحظ أن تناول ملعقة من العسل صباحاً تساعد على النوم الهاديء السريع مساءً. الامر الذي يساعد في الشفاء من حالات الارق.
- يستعمل العسل أيضاً في حالة الصداع العصبي.
- العسل غذاء متكامل ويوصف للحوامل أثناء فترة الحمل و للأطفال لمنع حدوث شلل الأطفال و في حالة مقاومة الشيخوخة و للرياضيين لزيادة الطاقة اللازمة للمجهودات العضلية.
- من الثابت أن النحل يفرز بعض العناصر التي تمنع نمو خلايا حبوب اللقاح الموجودة في العسل و تحول دون انقسامها و التي هي عبارة عن الجاميتات المذكرة للنباتات قبل تخزينها. و لهذا يعتقد البعض أن العسل يمكن ان يقي من مرض السرطان.
- توفر فيتامين B2 أو الريبوفلافين في العسل يساعد على تحسين القدرة على الإبصار و يزيد مقاومة الجسم للجراثيم كالمكورات العنقودية و السبحية و يمنع أعراض فقر الدم و النزيف. و فيتامين ه أو البيوتين الموجود في العسل يقي الجسم من الإصابة بأمراض الأكزيما و القوباء و الدمامل الصدفية. و فيتامين B3 أو حمض البانتونيك الموجود في العسل يعمل على منع التهاب الجلد، أما فيتامين C فهو يزيد من مناعة الجسم ضد العدوى.