التهاب البلعوم من أهم أسباب أمراض القلب في الشرق الأوسط
الدكتور ناصر عماش : نسبة حدوث الحمى الرثوية في البلاد العربية أعلى بـ50 مرة مما هو عليه في الدول المتطورة
مايو كلينك: «الشرق الأوسط»
* 3 في المائة من الذين لديهم التهاب في الفم لديهم خطورة الاصابة بالحمى الرئوية
* أعلى نسبة أمراض قلب بسبب الحمى الرثوية توجد في مصر بمعدل 1 ـ 5 في الألف
* من أعراض الحمى التهاب المفاصل واندفاعات جلدية وحركات لا إرادية وعقد تحت جلدية تعتبر الحمى الرثوية من اهم اسباب حدوث امراض القلب المكتسبة في منطقة الشرق الاوسط وهذه الحمى تظهر في البداية على شكل التهاب في البلعوم واللوزتين ثم تختفي لتعاود من جديد على شكل التهاب شديد مع ألم في المفاصل وارتفاع في درجة الحرارة، وألم في البطن واحيانا تقيؤ وآلام في الخاصرة (كلوية) او آلام صدرية. ونظرا لاهمية هذا الموضوع في بلداننا العربية التقت «الشرق الأوسط» عن طريق مكتب مايو كلينك في دبي مع الدكتور ناصر عماش استشاري امراض القلب في مايو كلينك في روتشستر مانبسوتا الاميركية وكان لنا معه الحديث التالي:
* ما هي اسباب الحمى الرثوية؟
ـ تحدث الحمى الرثوية بسبب ردة فعل الجهاز المناعي لالتهاب البلعوم بنوع من الجراثيم يدعى المكورات العقدية من نوع A، وهذا النوع من الجراثيم يؤدي الى حدوث الحمى الرثوية بمعدل 3 في المائة من الحالات وفي هذه الحالة يجب معالجة المرضى بشكل فعال ومناسب بالمضادات الحيوية قبل ان تتطور الى الحمى. وغالبا تحتاج الحمى الى ما يقارب خمسة اسابيع حتى تتطور بعد التهاب البلعوم. لكن معظم المرضى لا يتذكرون انهم أصيبوا بالتهاب البلعوم قبل التعرض للاصابة.
* ما هي نسبة الانتشار خاصة في الوطن العربي؟
ـ في الوقت الذي تتراجع فيه هذه الحمى في الدول المتطورة ما زالت مشكلة اساسية في الدول النامية رغم تراجعها في مناطق الشرق الاوسط وجنوب افريقيا واميركا الجنوبية.
ونسبة حدوث الحمى في الدول النامية تزيد بمعدل 50 ضعفا عما هي عليه في الدول المتطورة. فعلى سبيل المثال نسبة الحدوث في الولايات المتحدة هي 2 لكل مائة ألف بينما في الدول النامية هي 100 لكل مائة ألف.
وفي دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية WHO بينت ان الحمى قضي عليها تقريبا في الدول المتطورة، لكن ما زالت تسبب وفيات ونسبة عالية في امراض القلب في الدول النامية، حيث اشارت الاحصائيات الى ان نسبة حدوث الحمى هي 470 حالة لكل مائة ألف نسمة في افريقيا و440 حالة لكل مائة ألف في الشرق الاوسط. وحتى الآن من غير المعروف سبب تباين هذه النسبة بين البلدان، لكن من المحتمل ان يلعب دور الكشف الطبي المبكر عن الامراض دورا مهما، كذلك الحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المدروسة.
* ما هي اعراض الحمى الرثوية؟
ـ تشمل الاعراض ألما وتورما في المفاصل واندفاعات جلدية وتعبا وضيقا في التنفس. وفي تشخيص الحمى الرثوية ينظر الاطباء الى معيارين كبيرين للاصابة او معيار كبير ومعيارين صغيرين.
المعايير الكبيرة وتشمل: التهابا في القلب، والتهاب المفاصل مع احمرار وتورم المفاصل وهذا ما يحدث لدى 60 في المائة من المرضى، وحركة لا ارادية في الاطراف، واندفاعات جلدية حمراء فاتحة، وكتلا صغيرة تحت الجلد.
المعايير الصغيرة وتشمل: الحمى وألم المفاصل، وارتفاع عدد الكريات الدموية ال$اء في الدم وارتفاع سرعة تثقل الدم... الخ.
* ما هي نسبة حدوث امراض القلب بسبب الحمى الرثوية؟
ـ تحدث اصابة القلب لدى 50 الى 55 في المائة من المرضى الذين يتعرضون للحمى الرثوية. واستنادا الى منظمة الصحة العالمية تحدث امراض القلب بنسبة 2.2 في الألف لكن في افريقيا والشرق الاوسط توجد بنسبة 4.4 في الالف. واعلى نسبة هي موجودة في مصر، اذ وصلت الى 5.1 في الألف. اما في عُمان فهي اقل بكثير، اذ وصلت النسبة الى ما هو عليه في الدول الصناعية.
* ما هي انواع اصابات القلب لدى المعرضين للحمى الرثوية؟
ـ يمكن ان تحدث اصابة القلب بعدة اشكال منها التهاب القلب واكثر الاصابات شيوعا هي امراض دسامات القلب بسبب ثخانة وريقات الصمامات وتضيقها. واكثر الصمامات اصابة هي الصمام التاجي، اذ يعاني 25 في المائة من تضيق هذا الصمام و40 في المائة يحدث مشاركة بين تضيق الصمام وفشله او قصوره. كما يمكن ان يحدث التهاب التأمور (الغشاء المغلف للقلب في الخارج).
* ما هي افضل طرق التشخيص والمعالجة؟
ـ هناك حالات عديدة لا تعاني من اعراض وتشخص بشكل متأخر. وتخطيط القلب غير دقيق في تشخيص المرض، بينما تصوير القلب بالامواج فوق الصوتية فعال جدا في تشخيص المرض خاصة اذا اصاب الصمامات.
اذا اهمل المرض يمكن ان يسبب مشاكل قلبية ورئوية كبيرة جدا والمعالجة تعتمد على حالة كل مريض ودرجة الاصابة مثل التوسيع بالبالون او الجراحة او المضادات الالتهابية او معالجة قصور القلب وفشله.
