كلية الاقتصاد المنزلي
قسم الاقتصاد المنزلي والتربية
بحث بعنوان
خطوات البحث العلمي
مقدم من
نورا إبراهيم غريب
الفرقة الثانية دكتوراه
إشراف
د/ أحمد جابر بهاء الحجار
مدرس في قسم الاقتصاد المنزلي والتربية
بكلية الاقتصاد المنزلي، جامعة المنوفية
1431هـ - 2010م
عناصر البحث
أولا : مقدمــة
ثانيا: مشكلة البحث
ثالثا: صياغة عنوان البحث
رابعا: مقدمة البحث
خامسا: صياغة فروض البحث
سادسا: أهداف البحث وأهميته
1. أهداف البحث
2. أهمية البحث.
سابعا: اختيار العينة.
1. مقدمة.
2. خطوات اختيار العينة.
أ . تعريف المجتمع.
ب . تحديد خصائص المجتمع.
ج . تحديد حجم العينة.
د . اختيار عينة ممثلة للمجتمع.
3. وسائل الاختيار العشوائي للعينة.
4. وسائل الاختيار المتحيز للعينة.
5. أخطاء العينات.
ثامنا: حدود البحث.
تاسعا: مصطلحات البحث.
عاشرا: إجراءات البحث.
حادي عشر: منهج البحث.
ثاني عشر: مراجعة الدراسات السابقة.
أ. ما يجب مراعاته في الدراسات السابقة.
ب. أغراضها.
ج. مصادر البحوث والدراسات.
د. الرجوع إلى المصادر.
هـ. خطوات مراجعة البحوث السابقة.
و. المقترحات التي تساعد الباحث على تنظيم مراجعته للبحوث السابقة.
ثالث عشر: متغيرات البحث.
1. متغيرات مستقلة.
2. متغيرات تابعة.
3. متغيرات خارجية.
4. متغيرات ضابطة.
رابع عشر: التصميم التجريبي وأنواعه.
خامس عشر: التوثيق.
سادس عشر: أدوات البحث.
1. الاختبارات والمقاييس.
2. الاستبيان.
3. المقابلة.
4. الملاحظة.
• الصفات الواجب توافرها في أدوات جمع البيانات [الصدق والثبات].
سابع عشر: الأساليب والإجراءات الإحصائية.
أولاً: المقدمة
تعرف خطة البحث بأنها وصف تفصيلي لدراسة مقترحة تصمم لاستقصاء مشكلة معينة وتتضمن خطة البحث تبريرا للفروض التي سوف تختبر ووصفا تفصيليا لخطوات البحث والتي سوف يتبعها الباحث في جمع وتحليل البيانات اللازمة ،كما قد تشتمل على الزمن المقترح لإنهاء كل خطوة من خطوات البحث .
وإعداد خطة البحث خطوة مهمة في عملية البحث بل إن تنفيذ أي بحث تنفيذا سليما إنما يتوقف على إعداد خطة متكاملة سليمة.وخطة البحث إذا كان الباحث طالب ماجستير أو دكتوراه توفر للمشرف على الطالب أساسا لتقويم مشروع البحث كما تساعد على متابعة الإشراف على الطالب خلال فترة تنفيذ البحث. وتوفر خطة البحث للباحث بشكل عام وسيلة لمتابعة مراحل البحث المختلفة .
وخطة البحث شبيهة بالتصميم الذي يعده المهندس قبل البدء في تنفيذ بناء عمارة ما وعادة ما يخضع مشروع خطة البحث لمراجعات كثيرة قبل أن تصبح الخطة مقبولة وصالحة للبحث لان البحث الجيد يجب إعداده بعناية وتنفيذه بشكل منظم، ولا يجب ترك أمر خطوات البحث لاجتهادات الباحث في أثناء قيامه بالبحث فإن ذلك غالبا ما يؤدي إلى تعثر الباحث أو وقوعه في الخطأ فالبحث الجيد عادة ما يتولد عن خطة معدة إعدادا جيدا ولذلك يجب إعداد خطة البحث والانتهاء منها قبل أن يبدأ تنفيذ البحث .
وتفيد خطة البحث في تحقيق عدة أغراض منها:
1. تدعو الباحث إلى التفكير في كل مظهر من مظاهر البحث ومجرد وضع الخطة على الورق تجعل الشخص يفكر في أشياء ربما كان غافلا عنها.
2. تساعد الخطة المكتوبة على تسهيل عملية تقويم مشروع الدراسة سواء بواسطة الباحث أو آخرين وكثيرا ما تبدو الأفكار العظيمة أقل عظمة عندما نضعها على الورق، كما قد تظهر بعض الثغرات في الخطة عند كتابتها وتظهر لنا عيوب لم نكن منتبهين إليها عندما بدأنا التفكير في مشكلة البحث ووجود خطة مكتوبة تساعد الآخرين على تقديم مقترحات لعلاج ما يوجد بالخطة من عيوب.
3. توفر الخطة المكتوبة للباحث مرجعا ومرشدا له في أثناء القيام بالبحث ومن السهل الرجوع إلى الخطة المكتوبة التي يحمينا وجودها من نسيان بعض العناصر لو اعتمدنا على خطة غير مكتوبة في أثناء إجراء البحث وإذا حدث شيء طارئ في أثناء تنفيذ إحدى مراحل بالبحث وترتب عليه تغير في تلك المرحلة فإن وجود خطة مكتوبة يساعد الباحث على تقويم الموقف من الخطوات المتبقية من البحث .
وسوف نعرض فيما يلي الخطوات التي تتكون منها خطة البحث ،إلا أنه يجب أن يكون مفهوما أن هذه الخطوات ليست ملزمه وليست هي التتابع الوحيد الممكن لخطة البحث فكثيرا ما يستخدم الباحثون خطوات مختلفة إلا أنه في جميع الأحوال يجب أن تتصف الخطة باتباعها للطريقة العلمية.
ثانيا: مشكلة البحث
إن اختيار مشكلة مناسبة للبحث من أصعب مراحل إعداد البحث لطالب الدراسات العليا، وكثيرا ما يختار الطالب المبتدئ مشكلة ذات مجال واسع جدا غير قابل للبحث، وقد يرجع هذا إلى عدم درايته بطبيعة البحث، ونشاط حل المشكلات وقد يرجع أيضا إلى حماسه الشديد لحل مشكلة مهمة بسرعة إلا أن الباحثين الأكثر خبرة يعلمون أن البحث عملية صعبة وبطيئة ومؤلمة، ومن النادر أن تكون مظهرية فهم يعلمون أن البحث عن الحقيقة وحل المشكلات المهمة يستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا، وكثيرا من التفكير المنطقي العميق، فالباحث يحتاج بعض خصائص النملة كالمثابرة والجلد وتحمل الصعاب، فهذه صفات ضرورية للباحث حتى يستطيع إنجاز بحثه .
ولذلك يجب على الباحث أن يبذل جهدا كبيرا في اختيار مشكلة صالحة للدراسة وهذه خطوة من أهم خطوات البحث، إذ يجب ألا تكون المشكلة ذات مجال عريض جدا يصعب دراسته.
والبحث عن المعرفة بطبيعته عملية شاقة وإيجاد حلول للمشكلات المهمة يستغرق وقتا وجهدا وتطبيقا مكثفا للتفكير المنطقي، وعادة ما تسهم البحوث في رخاء الإنسانية ورفاهيتها بعمل إضافات صغيرة لا تحصى للمعرفة.
واكتشاف المشكلة هي الخطوة الأولى من خطوات البحث ولابد أن يتأنى الباحث كثيرا عند هذه الخطوة فإن تحديد المشكلة تحديدا واضحا مختصرا قابلا للدراسة ليس أمرا سهلا وصياغة مشكلة البحث شئ مهم؛ لأنها توضح للآخرين أهمية المشكلة ومجالها ومحتواها التربوي ونوع البحث الذي سوف يقوم الباحث به والإطار الذي سوف يعرض به النتائج وتحديد المشكلة يحتاج عملا أوليا كبيرا ومعرفة وتحليلا منطقيا .
صياغة المشكلة
هناك طريقتان لصياغة أية مشكلة فمن الممكن صياغة عبارة المشكلة في صيغة إخبارية أو صيغة استفهامية ويمكن صياغة المشكلة في عدة عبارات، ويتوقف ذلك على طبيعة المشكلة ودرجة تعقيدها ولابد أن تتحدد في صياغة المشكلة العلاقات بين المتغيرات والمجتمع الخاص الذي تهتم به الدراسة .
وفيما يلي مثال لصياغة مشكلة من مشكلات البحث:
الغرض من هذه الدراسة هو مقارنة طريقتين في القراءة:الطريقة الصامتة والطريقة الجهرية، وأثر كل من الطريقتين على الفهم لدى تلاميذ الصف الثاني الابتدائي.
ما الأثر النسبي لكل من الطريقة الجهرية والطريقة الصامتة في القراءة على مستوى الفهم لدى تلاميذ الصف الثاني الابتدائي ؟
ويلاحظ من العبارتين السابقتين لصياغة المشكلة أنهما تحددان بوضوح محور البحث، كما أنهما تحددان المتغيرات التي يهتم البحث بتحليلها والمجتمع الذي تجرى عليه الدراسة، فمتغيرات الدراسة هي طريقة القراءة ومستوى الفهم في القراءة ومجتمع الدراسة هو تلاميذ الصف الثاني الابتدائي .
ويتضح من المثال أيضا أن وظيفة صياغة المشكلة هي بلورة الفكرة التي يسعى الباحث إلى دراستها، وكثيرا ما نبدأ بعدد كبير من الأسئلة المختلطة غير الواضحة إلا أن صياغة المشكلة في عبارة واضحة محددة تساعد على توضيح الأمور وعلى تسهيل عملية البحث بعد ذلك.
الاعتبارات الواجب مراعاتها عند اختيار المشكلة
توجد عدة اعتبارات ينبغي مراعاتها قبل اختيار مشكلة البحث
1. حداثة المشكلة بالنسبة للمجتمع الذي يجرى فيه البحث
2. أهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع بالإضافة إلى قيمتها العلمية
3. اهتمام الباحث الشخصي بالمشكلة
4. خبرة الباحث وقدرته على دراسة هذه المشكلة
5. توفر البيانات المرتبطة بالمشكلة ومصادرها
6. توفر الإمكانات المادية اللازمة لبحث المشكلة
7. توفر الوقت الكافي لبحث هذه المشكلة
معايير صياغة المشكلة :
يوجد أربعة معايير لابد من توافرها حتى تكون المشكلة صالحة وهذه المعايير هي:
1. يجب أن تكون صياغة المشكلة في عبارة محددة أو سؤال واضح
2. يجب أن توضح المشكلة علاقة بين متغيرين أو أكثر مع تحديد المجتمع الذي تشمله الدراسة
3. يجب أن تكون المتغيرات التي تحددها المشكلة متفقة مع المتغيرات التي تعالجها أدوات الدراسة في الجزء الخاص بالإجراءات كما يجب أن يكون المجتمع كما حددته المشكلة متفقا مع عينة البحث أو الأفراد الذين تشملهم الدراسة
مصادر الحصول على المشكلة:
كيف نعثر على موضوعات عامة تصلح أن تكون مشكلات للدراسة ؟
هناك عدة مصادر يمكن الرجوع إليها وهي:
1. المراجع والدوريات المتخصصة.
2. برامج الدراسات العليا وما تتضمنه من حلقات بحث في مجال متنوعة من مجالات التخصص.
3. الخبرة العملية للباحث وما يلاحظه من مشكلات تعليمية أو نفسية داخل المدرسة.
4. الدراسة المسحية للدراسات المرتبطة بموضوع معين أو بمجال معين.
5. التأمل الذاتي.
6. التفاعل الاجتماعي مع المتخصصين عن طريق حضور المؤتمرات والندوات العلمية في مجال التخصص.
7. المقترحات المشتقة من البحوث والدراسات التي يتم إجراؤها في مجال التخصص.
تقويم المشكلة:
بعد اختيار المشكلة وصياغتها صياغة مبدئية يجب أن يقومها الباحث إذ يجب أن يكون الباحث واثقا من أن المشكلة مهمة للبحث، ورغم أن تحديد ذلك قد يصطبغ بصبغة شخصية ذاتية إلا أن هناك معايير تمكننا من الحكم على صلاحية المشكلة ونورد فيما يلي مجموعة من المعايير التي تحدد مدى صلاحية المشكلة للبحث ولا تعد المشكلة صالحة إلا إذا انطبقت عليها هذه المعايير:
1. يجب أن تكون المشكلة من النوع الذي لا يجاب عليه إلا عن طريق البحث.
2. يجب أن يتأكد الباحث من أن دراسة المشكلة يؤدي إلى عمل إضافات للمعرفة التربوية.
3. يجب أن تتضمن المشكلة مبدأ هاما يترتب على دراسته نتائج هامه للنظرية التربوية أو العملية التربوية.
4. يجب أن تكون المشكلة جديدة ولذلك يجب أن يبني الباحث مشكلته على البحوث السابقة وإلا فإنه قد يضيع جهده دون طائل إذا اكتشف أن العمل الذي يقوم به ليس إلا تكرار لما قام به غيره.
5. يجب آن يبين الباحث أن المشكلة التي سوف يدرسها يترتب عليها اقتراح مشكلات جديدة تساعد على استمرار البحث في مجال المشكلة في المستقبل.
6. لابد أن يتحقق الباحث من جدوى دراسة المشكلة التي اختارها ومن مناسبتها له كباحث. وهنا يحسن بالباحث أن يوجه لنفسه عددا من الأسئلة قبل أن يقرر أن مشكلة ما مناسبة له، وهذه الأسئلة هي:
هل أنا كفء للقيام بهذا النوع من البحث ؟ هل لدي معرفة كافية بمجال هذا البحث بالدرجة التي افهم جوانبه الهامة واقدر على تفسير نتائجه؟ هل لديَّ من المهارات ما يمكنني من بناء أدوات البحث واستخدامها في جمع البيانات بشكل سليم؟ هل لدي المعرفة الكافية بطرق تصميم البحث والتحليل الإحصائي.
هل البيانات الضرورية متوفرة ؟ هل تتوفر أدوات جمع البيانات الصادقة والثابتة ؟ هل من الممكن لي أن أحصل على التصريح اللازم لجمع البيانات من المدارس أو المؤسسات التعليمية أو إجراء التجارب فيها ؟
هل لدي من الموارد المالية ما يكفي لإجراء البحث والاستمرار فيه غالى نهايته؟
هل لدي من الوقت ما يمكنني من تنفيذ البحث في كافة مراحله؟ وهل لدي من العزم والمثابرة ما يحفزني على الاستمرار في العمل في البحث إلى نهايته، رغم ما قد يكون به من صعاب وعقبات؟
ثالثا: صياغة عنوان البحث
بعد قراءة بعض الدراسات السابقة قد يشعر الباحث بأنه يميل إلى عنوان بعينه أكثر من غيره أو يشعر بأنه يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، وقد يكون من المحتمل ظهور أكثر من عنوان يجذب انتباه الباحث، وفي هذه الحالة يقوم الباحث بعملية اختيار أكثر هذه العناوين مناسبة لمجال بحثه، وتتأثر العوامل المحددة لعنوان البحث بالدراسات السابقة في مجاله.
وعندما يتحدد العنوان فإنه ينبغي أن يصاغ بعناية قبل محاولة بدء البحث والصياغة الدقيقة للعنوان يجب أن تتم بواسطة الباحث، ويحسن أن يشرك الأستاذ المشرف على البحث أو الرسالة العلمية في تلك الصياغة قبل أن يبدأ الباحث في دراسة الموضوع بنظرة مختلفة. فإن ما يراه الباحث واضحا وضوحا تاما قد يراه الآخرون غير ذلك فقد يراه غير المتخصصين أنه غير واضح أو غير محدد، أو قد يراه كذلك متخصص عنده خلفية علمية أوسع، والتأني في صياغة عنوان البحث من الأمور المرغوبة والمفيدة في البحوث العلمية الجيدة، فلا ينبغي أن يكون العنوان ضيقا لدرجة لا تسمح للباحث بحرية الحركة، أما إذا كان العنوان مرنا فإنه يعطي حرية للباحث في اختيار المتغيرات وتحديد العينة والأدوات الملائمة.
وفي نفس الوقت فإن العنوان يجب أن يحدد تحديدا دقيقا؛ ليعطي فكرة عن حقيقة مجال البحث الذي يمكن تغطيته، وإذا تضمن هذا العنوان بعض المصطلحات العلمية فإنه يتعين على الباحث استعمالها استعمالا صحيحا.
وإذا كان البحث مقدما لنيل درجة علمية من إحدى الجامعات فإنه يتعين على الباحث أن يقوم بإجراءات تسجيل عنوان بحثه، وعادة ما يناقش هذا العنوان في حلقات البحث التي يعدها القسم المختص ثم يتم عرضه على لجنة الدراسات العليا بالكلية، وأخيرا يعرض على مجلس الكلية؛ لإقراره ثم يتم اعتماد التسجيل بواسطة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وإذا لم يوافق أي مجلس من المجالس السابقة على ذلك فان الموضوع لا يقيد لنيل الدرجة العلمية المطلوبة.
هناك عدة اعتبارات يجب أن يراعيها الباحث عند صياغة عنوان البحث:
1- يجب أن يكون العنوان محددا بدلالة البحث ومتضمنا أهم عناصره
2- يجب أن يشير العنوان إلى موضوع الدراسة بشكل محدد
3- يفضل إلا يزيد عدد كلمات العنوان عن خمس عشرة كلمة
4- أن لا يكون قصيرا مخلا ولا طويلا مملا
5- أن تكون ألفاظه بلغة علمية بسيطة وسليمة وسهلة
6- أن لا يحتوي العنوان على كلمات أو مصطلحات تحتمل أكثر من معنى.
رابعا: مقدمة البحث
بعد تحديد العنوان يبدأ الباحث بكتابة المقدمة وهي من العناصر المهمة في الخطة حيث أنها تلقي الضوء على مجال المشكلة وأهمية معالجتها والحاجة إلى دراستها وكيفية شعور الباحث بها .
الشروط الواجب مراعاتها عند كتابة المقدمة:
1- يجب أن تكون متناسبة في الطول.
2- يجب أن تكون مهيئة للمشكلة.
3- يجب أن تبرز المشكلة بشكل واضح ولكن لا تحددها وتوضح المجال التي تنتمي إليها المشكلة.
4- يجب أن توضح العنوان وتتصل به مباشرة.
5- يجب أن تكون واضحة من ناحية الصياغة ومترابطة من ناحية الأفكار.
6- يجب أن توضح مدى النقص الناتج عن عدم القيام بهذا البحث بتوضيح نقاط القصور التي سوف تعالج في البحث.
7- يجب أن تبين أسباب اختيار المشكلة.
خامسا: صياغة فروض البحث
يقصد بالفروض أنها حلول احتمالية للمشكلة البحثية أو هي حلول محتملة أو حلول مقترحة ومستمدة من خلفية علمية للباحث تساعده على كشف الغموض أو تزيل العقبة غير المرغوب فيها، أو هي تخمينات ذكية مستمدة من أسس علمية لحل المشكلة وفي كل الحالات ينبغي أن يكون الفرض قابلا للاختبار الإحصائي الذي ينتج عنه إما قبول الفرض أو رفضه ويمكن صياغة فروض البحث بعبارات بسيطة بحيث يكون كل فرض هو عبارة تقريرية تحمل الصواب والخطأ.
ويمكن القول بأن الفرض العلمي هو حل مقترح للمشكلة أو هو تفسير محتمل للمشكلة التي يدرسها الباحث
خصائص الفرض العلمي الجيد:
ينبغي أن تتوفر في الفرض العلمي الخصائص التالية:
1. أن يتسق الفرض مع الحقائق المعروفة والمرتبطة به سواء كانت هذه الحقائق مسلمات أو نظريات علمية.
2. أن تتم صياغة الفرض بألفاظ بسيطة وبعبارات محددة بحيث يمكن اختباره وإثبات صحته أو رفضه.
3. ينبغي تجنب العبارات الغامضة وغير المحددة في صياغة الفروض وكذلك تجنب الأسلوب المعقد في صياغة الفروض.
4. أن تحدد الفروض علاقة بين متغيرات معينة.
ويمكن صياغة فروض البحث بإحدى الطريقتين التاليتين:
• صياغة الفروض بطريقة موجهة وتكون صياغته بعبارة تقريرية مباشرة مثل : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في القدرات اللفظية لصالح الإناث.
• صياغة الفرض بطريقة صفرية مثل: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في القدرات العقلية.
ويكون اختبار الدلالة الإحصائية للنوع الأول من الفروض هو اختبار ذي الطرف الواحد واختبار الدلالة الإحصائية للنوع الثاني من الفروض هو اختبار ذي الطرفين وعادة يحدد مستوى الدلالة الإحصائية في البحوث التربوية إما 0.01أو 0.05.
والدلالة الإحصائية هي عكس الثقة فمستوى الدلالة 0.01يعني الشك في النتائج بنسبة واحد في المائة والثقة فيها بنسبة تسع وتسعين في المائة.
معايير صياغة الفروض:
1. أن يحدد ما يتوقع الباحث أن به حلا للمشكلة.
2. أن يستمد من أسس نظرية وبراهين علمية تؤكد جدوى هذه الفروض.
3. أن تكون الفروض قابلة للاختبار الإحصائي.
4. أن تكون واضحة ومحددة في صياغتها بحيث تكون هذه الصياغة مختصرة.
مما سبق ينبغي مراعاة ما يلي في الفروض العلمية:
• أن يكون لكل فرض إجابة صحيحة واحدة ولا يحتمل أكثر من إجابة.
• أن يكون الفرض بسيطا في صياغته وأن يقدم ابسط حل للمشكلة.
• ينبغي ألا يتعارض الفرض مع الحقائق التي تم التوصل إليها عن طريق البحث العلمي السابق.
• أن يكون للفرض قوة تفسيرية.
• أن يوضح علاقة بين متغيرين أو أكثر.
• أن يكون واضح الصياغة ومحدد المعنى.
• أن يصاغ بطريقة تسمح باختباره إحصائيا أو بطريقة تمكن الباحث من قياس احتمال وجوده في الواقع.
• يجب أن يكون الفرض العلمي مبنيا في صياغته على معلومات أو إطار نظري يستمد منه أحد جوانبه.
• يجب أن يتناول الفرض علاقة محددة يمكن ضبطا وقياسها بين متغيرين أو أكثر من متغيرات البحث.
سادسا: أهــداف البحث وأهميتـه
1. أهداف البحث
• ذكر أهداف البحث يجيب على سؤالنا لماذا يجري الباحث البحث؟
• تحديد مشكلة البحث وإبراز جوانبها وأبعادها المختلفة يؤدي إلى تحديد الأهداف.
• الأهداف مشتقة من المشكلة، حيث يسعى الباحث إلى قياس الواقع الذي تظهر فيه، والذي يعاني منها سواء كانت هذه المعاناة ملموسة أو غير ملموسة.
• الأهداف تعد الأساس والمعيار في مساهمة البحث لحل المشكلة.
• وضع أهداف الدراسة في صورة إجرائية كالآتي:
أ- التعرف على الواقع الفعلي ودراسته تحت مظلة هذه المشكلة ومعرفة ظواهرها وأسبابها والعناصر التي أدت إلى وجودها.
ب- تصور هذا الواقع بدون هذه المشكلة من خلال استعراض الجوانب النظرية العلمية التي يمكن بواسطتها التعديل في الوضع الحالي إلى صورة أفضل.
جـ - إجراء مقارنة بين الواقع الحالي والواقع المطلوب لمعرفة الفرق بينهما.
د ـ العمل على تدعيم الجوانب الإيجابية والتغلب على الجوانب السلبية.
• يجب توافر الشروط التالية في الأهداف :
أ- أن تكون واضحة ومحددة.
ب- إمكانية قياسها.
جـ- وثيقة الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث.
د- أن تكون واقعية (أي قابلة للتحقيق).
هـ- أن تكون في ضوء الوقت والجهد المخصصين للبحث.
2. : أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في أن لها عدة مسميات مثل: مبررات إجراء البحث- خلفيات الدراسة وهى تعني القيمة الحقيقية المرجوة للبحث، وبعد وضوح الأهداف تتضح أهمية البحث، والسؤال المطلوب الإجابة عليه لماذا هذا البحث مهم؟
ما الأسباب التي أدت إلى دراسته لهذه المشكلة ؟
ماذا تحقق هذه الدراسة ؟ النتائج المتوقعة وفوائدها (الإضافات العلمية).
العائد علي المنظمات محل الدراسة والمنظمات العامة في نفس القطاع والمجتمع بوجه عام.
الإحصاءات ذات العلاقة المباشرة بموضوع البحث والإشارة إلى التوصيات التي وردت في بحوث سابقة التي تنص على أهمية دراسة هذا الموضوع.
تضمين بعض الأدلة المنقولة لذوي الصلة بموضوع البحث سواء كانوا علماء أو مستفيدين.
أيضاً تكمن أهمية البحث للباحث في
1- يتيح البحث للباحث الاعتماد على نفسه في اكتساب المعلومة ويدربه على الصبر والجد والإخلاص.
2- يكوِّن علاقة وطيدة بين الباحث والمكتبة.
3- يسمح للباحث بالاطلاع على مختلف المناهج واختيار الأفضل منها.
4- يساعد الباحث على التعمق في الاختصاص.
5- يساعد على تطوير المعرفة البشرية بإضافة المبتكر إليها.
وأهم الشروط التي يجب توافرها في الباحث:
1- قدرته على اختيار موضوع جديد للدراسة، أو موضوع لم ينته البحث فيه بعد.
2- قدرته على اختيار الخطة المناسبة للبحث.
3- استقلال شخصيته وعدم تسليمه بما يقرأ.
4- شعوره الدائم بأنه قادر على الابتعاد في الموضوع الذي يبحث فيه.
5- ضرورة امتلاكه نظرة منهجية متكاملة للموضوع الذي يدرسه حتى لا يقع في التناقض.
6- أن يحب بحثه؛ ليكون قادرا على العمل به، وليس المقصود هنا أن يتحمس للموضوع بحيث لا يرى فيه السلبيات، وإنما يتحمس للبحث فيه.
7- الصبر والهدوء والتعقل والإضفاء الجيد للرأي الآخر.
8- أن يكون واسع الاطلاع في اختصاصه.
9- أن يمتلك القدرة على التعبير.
سابعا: اختيار العينة
1. المقدمة
قد يتساءل البعض ممن يجمع الباحث البيانات؟ هل من كل أفراد المجتمع الأصلي؟ أم يقتصر الأمر على مجرد جزء منه؟ وإذا اختار العمل مع مجموعة فقط فكيف يقتطع الباحث أفرادها من مجتمعها الأصلي ؟ ثم ماذا عن شروط الاختيار وأخطائه؟
يوجد أسلوبان لجمع البيانات:
1- أسلوب الحصر الشامل أو كما يسميه البعض دراسة المجتمعات الكلية، والتي يتم فيها جمع البيانات من كل أفراد المجتمع الأصلي موضع اهتمام الباحث دون أي استثناءات، ويتطلب هذا الأسلوب وقتاً وجهداً كبيرين، وكذلك فريق عمل ونفقات باهظة، نظراً لكثرة عدد الأفراد، حتى إن كثيراً من الباحثين لا يقدمون على إجرائه، ويكاد يقتصر على الدراسات التي تدعمها الحكومة كالتعداد السكاني والزراعي والصناعي وغيرها من التعدادات العامة، لذا يسمى هذا الأسلوب أحياناً أسلوب التعداد.
2- أسلوب العينات: هي مجموعة جزئية من المجتمع لها خصائص مشتركة يختارهم الباحث للمشاركة في الدراسة.
ويفضل الأسلوب الثاني (العينات) للأسباب الآتية:
1- يمدنا بمعلومات لا تقل دقة عن معلومات الحصر الشامل، بل إنه يمدنا بمعلومات أكثر وأعمق مما يحصل عليه الباحث من أفراد المجتمع الكلي بأسره.
2- يستحيل في بعض الدراسات استخدام أسلوب الحصر الشامل كما في دراسات الرأي العام مثل: هل يستخدم الطبيب أسلوب الحصر الشامل عندما يرغب في تحليل دم المريض، أم يقتصر على بضع قطرات من دمه ؟ وهكذا.
3- تقليل التكلفة: يتكلف أسلوب الحصر الشامل نفقات باهظة مثال: إذا أراد الباحث معرفة آراء طلاب منطقة تعليمية معينة حول جودة التعليم، وكان عدد الطلاب عشرين ألف طالب فتحتاج الدراسة لمائة مساعد يتقاضى كل منهم في الساعة خمسة جنيهات أي خمسين جنيهاً في اليوم، وتستمر اللقاءات مع الطلاب عشرين يوماُ، أي يتقاضى المساعد الواحد ألف جنيه، وتصبح التكلفة الإجمالية مائة ألف جنيه..!! هذا المثال – مع أنه غير واقعي – يعكس كم تتكلف دراسة الحصر الشامل.
4- عامل الوقت: تعطي العينة معلومات أسرع بكثير، مقارنة بالحصر الشامل، فإذا كنت طبيباً تعمل في قرية بها وباء يحصد الأرواح خلال ساعات، فإذا حاولت دراسة المرضى باستخدام الحصر الشامل؟ ربما يباد أهل القرية عن بكرة أبيهم (يموتون) قبل أن تنتهي أنت من دراساتك، ولن تجد أمامك سوى دراسة عينة من المرضى، والوصول لنتائج سريعة يمكن تعميمها على المجتمع الأصلي.
5- عدد السكان: قد يصعب الوصول لبعض أفراد المجتمع الأصلي فمن الممكن أن يكون البعض من ذوي المناصب السياسية الرفيعة فلا يتمكنون من التعاون مع الباحث.
2.: خطوات اختيار العينة
أ- تعريف المجتمع.
ب- تحديد خصائص المجتمع.
ج- الحصول على عينة كافية لتمثيل خصائص المجتمع.
د- اختيار العينة.
أ- تعريف المجتمع: هو الهدف الأساس من الدراسة، حيث إن الباحث سوف يعمم في النهاية النتائج عليه، ولذلك فإن الخطوة الأولى في اختيار العينة هي تعريف المجتمع، ويتضمن تعريف المجتمع خاصية واحدة على الأقل تميزه عن غيره من المجتمعات، والغرض من تعريف المجتمع هو تحديد مدى ما يشمله من أفراد. مثال ذلك: يمكننا تعريف المجتمع بأنه يتكون من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي يشملون واحدا مما يأتي:
• جميع محافظات جمهورية مصر العربية.
• محافظة أو محافظتان من جمهورية مصر العربية.
• المدارس الحكومية في جميع أو بعض محافظات جمهورية مصر العربية.
• المدارس الخاصة بعض محافظات جمهورية مصر العربية.
• مدارس البنات في بعض محافظات جمهورية مصر العربية.
• مدارس البنين في بعض محافظات جمهورية مصر العربية.
ب- تحديد خصائص المجتمع. يعطي الباحث وصفاً عاماً لمجتمع الدراسة عند تعريف المجتمع، مثل طلبة المرحلة الثانوية بمحافظة القاهرة، أو تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بجمهورية مصر العربية، إلا أنه عند اختيار العينة يجب أن يعطي الباحث تعريفاً تفصيلياً بشكل كاف، حتى يستطيع الباحثون الآخرون الحكم على مدى انطباق هذا التعريف على دراستهم.
وعند تحديد خصائص المجتمع نضع قائمة بهذه الخصائص من وجهة نظر الدراسة ومن هذه القائمة:
1- العمر. 2- الجنس.
3- المنطقة التعليمية أو المنطقة السكنية. 4- الحالة الاجتماعية للأبوين.
5- مهنة الأب. 6- مهنة الأم.
7- المستوى التعليمي للأب والأم.
ومن الممكن أن تقل أو تزيد هذه القائمة تبعاً للأهداف.
ج- الحصول على عينة كافية لتمثيل خصائص المجتمع تحديد خصائص العينة). لا توجد محددات قاطعة حول تحديد حجم العينة فلكل دراسة أهدافها وطبيعتها. وتقول القاعدة الرئيسة في الإحصاء الاستدلالي: إنه كلما زاد عدد العينة كان أفضل؛ لأن فرصة التمثيل تزداد، ويجد الباحث نفسه أمام اختيارين أحلاهما مر:
الأول: أن تكون العينة صغيرة يسهل التعامل معها من كل الزوايا ( ضبط المتغيرات – قلة التكاليف – السرعة في الوصول للنتائج)، لكن عليه أن يضمن تعميم النتائج.
الثاني: أن يجعل العينة كبيرة ذات فرصة لتمثيل جديد، لكن يصعب ضبط المتغيرات لكثرتها ولتفاعلها مع بعضها البعض بشكل قد لا يمكن توقعه بشكل مسبق، فضلاً عما يتكبده الباحث من نفقات وجهد ووقت.
ويتوقف حجم العينة على عدة أبعاد:
• نوع المجتمع الأصلي: فإذا كان المجتمع متجانساً فإن الباحث يكتفي بدراسة عينة صغيرة منه، ويعمم النتائج التي يحصل عليها من العينة على هذا المجتمع، أما إذا كان المجتمع غير متجانس وبه مجموعات فرعية كثيرة فلا بد للعينة أن تكون كبيرة لاستيعاب هذا التباين.
• نوع البحث: في البحوث الارتباطية مثلاً لا يجب أن يقل حجم العينة عن (30) فرداً، وفي البحوث التي تقارن بين المجموعات، لا يجب أن يقل عدد الأفراد في كل مجموعة عن عشرة أفراد.
• الإمكانات المادية المتاحة للباحث: كثيراً ما يؤدى ارتفاع تكاليف جميع البيانات من أعداد كبيرة إلي تقليص حجم العينة، لذا من الأفضل أن يحدد الباحث من هذه التكاليف ويختار ما يناسبها من عدد قبل الشروع في البحث.
• فروض البحث: إذا كان الباحث يتوقع الحصول علي فروق ضئيلة أو علاقات غير قوية، يجب أن يجعل العينة كبيرة لتتضح هذه الفروق.
• الدقة المطلوبة: تزداد دقة النتائج ويصبح من الممكن التعميم منها علي المجتمع كلما زاد حجم العينة ولكن يلاحظ أن هناك حداً أمثل لحجم العينة إذا تخطاه الباحث فإنه لن يستفيد كثيراً من زيادة عدد الأفراد في عينته.
د- اختيار العينة: يعد تحديد العدد الذي يمثل المجتمع تمثيلاً دقيقاً بحيث يجب اختيار الأفراد الممثلين من قائمة المجتمع، ولذلك فإن الخطوة الرابعة هي اختيار الأفراد الممثلين من قائمة المجتمع، أو من الجدول الذي أعد لتحديد المجتمع، وتعرف هذه الخطوة بخطوة اختيار العينة، وهذه الخطوة مهمة للغاية، إذ إنها تتوقف على مدى سلامة اختيار العينة، إمكانية تعميم النتائج على المجتمع.
والعينة السليمة هي العينة الممثلة للمجتمع الذي اختيرت منه، وعملية اختيار عينة ممثلة ليست عملية غير منظمة، فهناك عدة أساليب جيدة لاختيار العينة، وبعض هذه الأساليب أنسب لمواقف معينة؛ لأن كل أسلوب لا يعطي نفس نتائج الأساليب الأخرى، ذلك أن كل أسلوب لا يضمن تمثيل العينة بنفس الدقة، ولذلك علينا أن نوازن بين الأساليب المختلفة لاختيار العينة ونتبع الأسلوب الأفضل والأنسب بالنسبة لظروف بحثنا، أي أن علينا في بعض الأحيان أن نوفق بين الأساليب المختلفة؛ لنختار الأسلوب المجدي لنا.
وبغض النظر عن الطريقة أو الأسلوب الذي نستخدمه لاختيار العينة، فإن خطوات المعاينة هي نفسها لا تتغير من طريقة لأخرى.
وأفضل طريقة لاختيار العينة هي الطريقة العشوائية؛ لأن استخدامها يعني أن لكل فرد من أفراد المجتمع فرصة متساوية لاختياره في العينة، ويرجع سبب تفضيل الطريقة العشوائية إلى أنها أفضل طريقة من حيث إمكانية تمثيل المجتمع، ورغم أنه لا توجد طريقة بعينها هي الأمثل في اختيار العينة الممثلة للمجتمع، فعملية المعاينة مهما كانت لا يمكنها ضمان تمثيل المجتمع، ولكن احتمال تمثيل العينة أعلى في الطريقة العشوائية من الطرق غير العشوائية.
والمعاينة العشوائية مهمة أيضاً؛ لأنها متطلب ضروري في الإحصاء الاستدلالي، وهذا أمر مهم حيث إن الإحصاء الاستدلالي هو الذي يمكن الباحث من تعميم نتائج العينة على المجتمع.
وإذا لم يتم اختيار العينة بطريقة عشوائية فإننا بذلك ننقض مسلماً أساسياً من مسلمات الإحصاء الاستدلالي، ولن تكون تعميماتنا من العينة على المجتمع صادقة.
وعدم استخدام الطريقة العشوائية في اختيار العينة يترتب عليه الحصول على عينة متحيزة والعينة المتحيزة هي عادة عينة تتصف بما يلي:
1- أن اختيارها تم بسهولة الحصول عليها.
2- أن الوسائل المستخدمة في اختيارها غير سليمة.
3- أكثر عرضة لعوامل التحيز.
وسوف نناقش أربع وسائل للاختيار العشوائي للعينة، وثلاث وسائل للمعاينة المتحيزة، وهذه الوسائل هي:
1- المعاينة العشوائية البسيطة.
2- المعاينة الطبقية العشوائية. وهي نوعان:
أ- النسبية. ب- متساوية الحجم.
3- المعاينة العشوائية العنقودية.
4- المعاينة العشوائية المنظمة.
أما المعاينة المتحيزة فسوف نذكر منها ثلاثة أنواع:
1- المعاينة بالكتلة. 2- المعاينة الاجتهادية.
3- المعاينة بالحصة.
3.ً: وسائل المعاينة العشوائية:
أ- المعاينة العشوائية البسيطة: تؤدي هذه الطريقة إلى احتمال اختيار أي فرد من أفراد المجتمع بوصفه عنصرا من عناصر العينة، فلكل فرد فرصة متساوية لاختياره ضمن العينة واختيار فرد في العينة لا يؤثر على اختيار أي فرد آخر. مثال: إذا عرفنا المجتمع بأنه جميع الطلبة الذين يدرسون في معهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة، وإذا افترضنا أن العدد (500) فرد، وأردنا الحصول على عينة عشوائية بسيطة عددها (50) فردا، فإننا نكتب رقم كل طالب على ورقة صغيرة ونطويها ونضعها في إناء أو مظروف ثم نخلطها، ونختار(50) رقما من الإناء أو المظروف، ولكل طالب أو طالبة وضع رقمه في الإناء فرصة متساوية لاختياره كأحد أفراد العينة، أما إذا حددنا العينة بأنها أول (50) طالبًا أو طالبة في قائمة أسماء الطلبة بالمعهد، فإننا نحصل على عينة متحيزة، حيث إنه لم يعد لجميع طلبة المعهد فرصة متساوية في اختياره ضمن أفراد العينة.
ب- المعاينة الطبقية العشوائية: وهي تعني أن نصف المجتمع في طبقات أو أقسام وفقاً لخصائصه، فمن الممكن أن يصنف إلى بنين أو بنات، أو صف أول وثالث، وعند سحب العينة فإننا نتبع واحدا من أسلوبين:
1- المعاينة النسبية. 2- المعاينة المتساوية.
وفي المعاينة الطبقية العشوائية النسبية: نسحب من كل طبقة عدداً يتناسب مع نسبة عدد أفراد الطبقة إلى المجتمع. فإذا أردنا الحصول على عينة بالطريقة النسبية فإننا نسحب من كل طبقة عدداً يتناسب مع نسبة هذه الطبقة إلى المجتمع.
وفي المعاينة الطبقية العشوائية المتساوية: فإننا نحصل على أعداد متساوية من كل طبقة وذلك بطريقة عشوائية، ورغم بساطة هذا الأسلوب إلا أنه يؤدى إلى اختلال التوزيع النسبي للخصائص، ولذلك نضطر أحياناً في مثل هذا الأسلوب إلى إدخال عامل وزني لمعادلة هذا الاختلال في التوزيع، ومع ذلك فإن هذا الأسلوب في اختيار العينة له أحيانا مزايا وبخاصة عند استخدام الأساليب الإحصائية التي تتطلب تساوي الأعداد في الخلايا المختلفة للعينة.
ج- المعاينة العشوائية العنقودية: فيها يتم اختيار مجموعات وليس أفرادا، فالمعاينة العشوائية العنقودية هي الاختيار العشوائي لمناطق أو مجموعات أو تجمعات مختلفة مثل المدارس أو الفصول الدراسية أو المناطق التعليمية، وتتصف هذه المجموعات أو التجمعات في أن لكل أفرادها أو أعضائها نفس الخصائص، وبعد ذلك نختار الأفراد من كل تجمع عنقود، فمثلاً: بدلاً من اختيار عينة من الأفراد من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي يمكن اختيار عينة من فصول الصف الرابع الابتدائي ثم نستخدم جميع التلاميذ في كل فصل نختاره ضمن العينة.
ويشترط في هذا الأسلوب أن يكون لأفراد كل تجمع أو عنقود نفس الخصائص، وإذا لم يتحقق ذلك تصبح المعاينة العشوائية العنقودية غير مناسبة.
د- المعاينة العشوائية المنتظمة: وفي هذه الخطوة أو الطريقة نختار الفرد أو العنصر على مسافات متساوية من قائمة أسماء أفراد المجتمع، فلو كان المجتمع يتكون من (500) فرد وأردنا اختيار عينة من (50) فرداً فإننا نقسم عدد أفراد المجتمع علي عدد العينة أي (500/ 50) وذلك لتحديد المسافة بين كل فرد والذي يليه، وهي في هذه الحالة (10) ثم نختار بطريقة عشوائية رقماً بين (1، 10) لنبدأ منه باختيار العينة، ولنفرض أن هذا الرقم (4) فإن أرقام العينة تتكون من (4، 14، 24، 34، 44، 54، 64............إلي 494) حتى يتجمع لدينا (50) فرداً.
وتستخدم هذه الطريقة؛ لأنها بسيطة ومباشرة وغير مكلفة، ولذلك إذا توفرت لدينا قائمة كاملة بالمجتمع تصبح طريقة المعاينة العشوائية المنتظمة طريقة فعالة للغاية.
4. وسائل العينة المتحيزة:
تحدث عندما نحصل علي العينة بطريقة غرضية مقصودة لمجرد سهولة الحصول على العينة وهناك ثلاثة أنواع للعينة المتحيزة:
أ- المعاينة بالكتلة: عندما يختار الباحث لبحثه عينة مكونة من فصل دراسي واحد في مدرسته (قد يكون الفصل الذي يدرس له) أو المنطقة السكنية التي يعيش فيها أو مجموعة الأسر التي تقيم في العمارة التي يسكنها أو غير ذلك.
ب- المعاينة الاجتهادية: هي التي يلجأ فيها الباحث إلى اختيار عينة ما اعتماداً على خبرته واجتهاداته مثل: اختيار رؤسائه أو زملائه في العمل أو أصدقائه المقربين.
ج- المعاينة بالحصة: الحصول على عينة متحيزة أيضاً، وذلك لاعتماد الباحث فيها على الاختيار العشوائي، فقد يذكر مثلاً أنه حصل على بيانات من (40) من الذكور تتراوح أعمارهم بين (35 – 55) سنة، وتتراوح دخولهم بين (3000) إلى (10000) جنيه سنوياً، ورغم أن هذه المتغيرات تفيد الباحث إلى حد ما إلا أنه قد يقدر مثلاً توزيع استمارة البحث على مجموعة من الأفراد الحاضرين بعد انتهاء محاضرة عامة مثلاً.
5. أخطاء العينات:
يمتليء طريق تشكيل العينات بالعثرات، فقد يذهب الباحث لأماكن خطأ أو غير كافية، يلتمس منها إطار العينة، ولا يصل في أحيان كثيرة لإطارات سليمة دقيقة مواكبة للتغيرات التي تطرأ على المجتمع الأصلي، وحتى إذا وصل لإطار سليم، فكيف يحدد الحجم الأمثل للعينة أو يضمن الوصول لكل الأفراد، والتواصل معهم طوال الدراسة، وفوق هذا وذاك هناك أخطاء تتربص بالباحث تجعل النتائج التي يحصل عليها من العينة لا تماثل تلك التي يمكن أن يحصل عليها إذا ما أجرى الدراسة على كل أفراد المجتمع الأصلي.
1- خطأ الصدفة "الخطأ العشوائي": يرجع هذا الخطأ إلى طبيعة الاختيار العشوائي لأفراد العينة فنجد اختلاف نتائج العينة عن نتائج المجتمع الأصلي.
2- خطأ التحيز: يعد هذا الخطأ أخطر بكثير من السابق؛ لأنه يمكن حصره أو وضع حدود له، كما أنه يعمل في اتجاه واحد، أي بالزيادة فقط أو بالنقص فقط؛ وفضلاً عن ذلك فهو ليس خطأ دراسات العينة وحدها، بل يمتد خطره لدراسات الحصر الشامل ويعرف بأنه: خطأ يرجع للباحث، وفيه يحدث ميل لتفضيل وحدات ذات خصائص معينة دون غيرها؛ لتنضم للعينة، ويتسبب ذلك في عدم تمثيل خصائص المجتمع الأصلي الأساسية.
ويعود هذا الخطأ للأسباب التالية:
أ- عدم كفاءة الباحثين في حساب التقديرات.
ب- غموض كشوف الأسئلة.
ج- قد يعطي المستجيب معلومات غير صحيحة.
د- عدم جمع البيانات من بعض الأفراد.
ثامنا: حدود البحث
تنقسم الحدود إلى:
أ- حدود جغرافية: أي تحديد المكان الذي تطبق فيه التجربة، وأهم ما يميز جغرافية هذا المكان.
ب- حدود زمنية: أي تحديد الفترة الزمنية التي تطبق فيها التجربة وميعاد تطبيقها.
ج- حدود بشرية: أي تحديد عينة البحث وعدد أفرادها، وأهم ما يميزه، والخصائص المشتركة بينهم.
د- حدود موضوعية: وهي أن يحدد الباحث العناصر الأساسية التي سيدرسها في بحثه.
تاسعا: مصطلحات البحث
من المهم تعريف جميع المصطلحات غير المألوفة التي يمكن إساءة تفسيرها، وهذه التعريفات تساعد على تكوين إطار مرجعي يمكِّنُ الباحث من التعامل مع المشكلة، ويجب تعريف المتغيرات تعريفاً إجرائياً، فتعبيرات مثل التحصيل الأكاديمي والذكاء مفاهيم مفيدة ولكن لا يمكن استخدامها معايير إلا إذا عرفت كمعينات من السلوك يمكن ملاحظتها.
فالدرجات التي يعطيها المعلمون أو الدرجات التي نحصل عليها من اختبار تحصيلي مقنن تعد تعريفاً إجرائياً للتحصيل، والدرجة التي يحصل عليها طفل في اختبار مقنن للذكاء يعد أيضاً تعريفاً إجرائيا للذكاء.
والمصطلح محمل بالمعاني والدلالات فهو يمثل إيجازا أو اختصاراً لمجموعة من المدلولات التي يمكن تفصيلها في مجموعة من الكلمات أو الجمل، وهكذا يكون لكل مجال من العلوم مفاهيم متخصصة والتي تمثل مناطق مشتركة في معناها بين المشتغلين بهذا العلم.