بلال فضل مواطن مصرى بسيط من السكان الأصليين لمصر، كان عائدا من عمله بالمعادى ماشيا إلى مقر إقامته ببولاق أبو العلا، توفيرا لنصف جنيه ثمن الأتوبيس، وحين مر من أمام التليفزيون لفحه هواء التكييف، فوقف قليلا، حتى يجفف عرقه، وكان يفتح فمه للهواء البارد حتى يروى عطشه
خرج أحد معدى البرامج فاصطاده، وقال له: «اتفضل جوه»، فتفضل جوه وهو غير مصدق أن يدخل التليفزيون الذى لا يراه إلا فى التليفزيون
دخل الاستوديو، وانهار تماما حين لمح ساقى المذيعة من الجيبة القصيرة، ركبوا له الميكرفون، وأجلسوه على الكرسى أمام المذيعة
ثم بدأ البرنامج..
*******
المذيعة أمام الكاميرا: دلوقتى بعد ما اتعرفنا على أشرف، قصدى بلال، قصدى أشرف وبلال، هندخل على فقرة أسئلة المعلومات العامة.. هل تعرف ماركة القبقاب الذى استخدمته شجرة الدر لقتل زوجها؟
المواطن بلال فضل: أنا الشجرة الوحيدة اللى أعرفها ولا مؤاخذة، هى شجرة البانجو، شجرة الدر دى عمرى ماسمعت عنها، بس لو كانت قتلت جوزها فعلا بالقبقاب تبقى ست واطية وتستاهل الحرق، لإن دى موتة عينيفة، مافيش أحسن من إن الست تقتل جوزها بسم الفيران عشان يموت على فرشته
ـ ما هى عجائب الدنيا السبع؟
ـ
هه؟، أيوه أنا عارفه السبع اللى هو بتاع جونينة الحيوانات
ـ ياحضرة المواطن، أنا قصدى الدنيا؟
ـ أيوه فاهمك، الدنيا اللى إحنا عايشين فيها دى
ـ أيوه، الدنيا دى بقى فيها سبع عجايب، إيه هم؟
ـ
والله ياآنسة، جايز الدنيا بتاعتكو فيها سبع عجايب بس، أنا الدنيا اللى أنا عايش فيها كلها عجايب، المطرح اللى أنا قاعد فيه عجيبة مثلا، طالع له «كرار إزالة» من ييجى عشرين سنة، ولسه واقف على حيله، الميه اللى بنشربها برضه عجيبة فى مخلوقات ساكنه فيها، سبحان الله، العيش اللى بناكله عجيبة من عجايب الدنيا، لو لقيتيه فى الفرن من غير ما تتخانقى وتقلى أدبك وتتغابى على البشرية، وجيتى تفرديه على الكنبة ولا مؤاخذة زى أى عيش فى الدنيا، تلاقيه إزرقّ، لازم تاكليه أول ماتجيبيه من غير فرد على الكنبة، حتى لو ماكانش الغدا خلص، ماحدش ضامن اللى ممكن يحصل، مرات أشرف دى ذات نفسيها من عجايب الدنيا، لو شفتيها من ورا لا مؤاخذة كإنك شفتيها من قدام أو من الجناب، زى مابقول لحضرتك، استخدامها عملى زى ما بيقولوا، أمها برضك عجيبة، لما بتستحمى ريحتها بتبقى أوحش من قبل الحموم، الموضوع ده كان عامل مشاكل جامدة عشان هى قاعدة معانا فى المطرح، وأنا خفت العيال يلقطوا الريحة وحد يقولهم يامعفنين فيتعقدوا زيى ومستقبلهم يبوظ، رحنا حللنا لها، طلع عندها البتاع اللى ماشى فى البلد اليومين دول، اللى اسمه التيفول
ـ قصدك التيفود؟
ـ طالما مرض مش هيفرق الاسم، أكمل لك بقى العجايب بتاعة الدنيا بتاعتي
ـ لا بلاش، أنا آسفة أنا كنت أقصد عجايب الدنيا السبعة بتاعتنا، زى الأهرامات وحدائق بابل وبرج بيزا المايل
ـ أموت وآكلها البيزا دى، طول اليوم أسمع الناس تقول جبت بيزا، عايز بيزا، تاخد بيزا، طلعت فى الآخر فطير
ـ خلاص، خلاص، السؤال التانى، ما الفرق بين سور الصين العظيم وسور مجرى العيون؟
ـ سور مجرى العيون فى تحتيه لجنة بيقف عليها أمين شرطة مايعرفش أمه، لو عديت عليه بالليل من غير بطاقة، فيها خمساية على الأقل عشان تعرف تروّح. بس ما أعرفش إذا كان فى لجنة تحت سور الصين ولا لأ
*******
ـ كم تبلغ نسبة أطفال الشوارع الذين يشدون الكُلّة مقارنة بالذين لا يشدونها؟
ـ وهو فى حد لاقى الكُلّة دلوقتى يا آنسة، فين أيام ما الكلة دى كانت برخص التراب، دلوقتى من ساعة المدن اللى بيبنوها للجماعة الأغنياء فى «السحرا»، والحديد غلى والأسمنت غلى والكلة غليت، ده حتى اللى بيبيعوا الكلة دلوقتى بيغشوها، عشان كده عيال الشوارع بقت بلطجية وقتالين قتله، مش عشان الكلة زى ما الناس فاهمة، عشان الكلة بقت مغشوشة، ماعادش فى ضمير ياست هانم، مع إن الكلة دى ممكن تحل مشاكل البلد كلها
ـ خلاص خلاص، السؤال اللى بعده، لماذا سمى مينا بموحد القطرين؟
ـ هو بصراحة ربنا الجماعة المسيحيين دول شاطرين ولو حطوا فى دماغهم أى حاجة يعملوها
ـ مسيحيين مين، مينا موحد القطرين؟
ـ أيوه مينا ساويرس، عارفه، أصل أنا عندى صاحبى اسمه مينا واد كفاءة، كان شقيقى وأكتر من شقيقى، بس ربنا تاب عليه وسافر حتة اسمها أسترانيا، وبقى من أقباط المهجر، بس وعدنى هيبعت لى عشان أبقى من مسلمين المهجر، كده، وربنا يكرمنا زى ما كرمك يا مينا
ـ أنا مش مصدقة إنك مش عارف الملك مينا الفرعونى العظيم؟
ـ آه، فرعونى؟ مش تقولى كده يا آنسة، أصل أنا بصراحة الجماعة الفراعنة دول ما باقبلهمش، كنت باحبهم وكده يعنى، بس الشيخ اللى فى الزاوية قال إن التماثيل بتاعتهم دى هى اللى فاقرة البلد دى عشان كفر والعياذ بالله، بس الظاهر إن الجدع مينا ده راجل كويس، مش بتقولى موحد، يعنى أسلم والحمد لله، ربنا يبارك له
*******
يـ تـ بـ ـع..