فن الباتيك ( Batik ) هو فن تشكيلي آسيوي المنشأ يمارس علي نطاق واسع في إندونيسيا خاصة كما أنه معروف في الهند والصين واليابان ، وجاء في ( معجم مصطلحات الفنون) لمؤلفه د. عفيف بهنسي ، أنه طريقة الوشي علي القماش وهي طريقة يدوية تعرف بالرسم علي القماش بالشمع الساخن .
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
ومن أبرز وأهم الفنانين في هذا التخصص التشكيلي النادر الفنان المصري الأستاذ علي الدسوقي وهو فنان قدير علم نفسه بنفسه هذا الفن معتمدا علي قراءاته الغزيرة واطلاعه الواسع علي مختلف مدارس فن الرسم ، ولم يكتف بتثقيف نفسه بل التحق بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة وكان موضوع تخرجه البحث الدقيق في العادات والتقاليد والتراث الشعبي في القطر العربي المصري الأمر الذي ميز أعماله( الباتيكية) عن غيره من الفنانين في العالم .
ويعد الفنان علي الدسوقي من الفنانين القلائل في مصر إن لم يكن في مقدمتهم الذي تباع لوحاته سلفا وهي ما تزال مخططات أولية علي الورق إذ تباع بأثمان باهضة جدا إضافة إلى أن أعماله هذه تحظى دائما بعناية واهتمام وتقدير كبار نقاد الفنون التشكيلية في فرنسا وألمانيا وسويسرا وغيرها من البلدان المتقدمة ذات النهضة التشكيلية الرفيعة كما أنه يعتبر الفنان الأول المشتغل في هذا الفن علي مستوي العالم كله .
تعرفت علي هذا الفنان في صيف عام 1993 عند زيارتي له في مرسمه بوكالة الغوري للفنون والتراث رفقة الفنان التشكيلي السكندري الكبير الأستاذ : عصمت داوستاشي والتقطت له ولإعماله مجموعة من الصور الضوئية قال لي عنها فيما بعدا نقدا جميلا يثلج الفؤاد بل أخبرني في رسالة خاصة بان بعض هذه الصور سوف تنشر في مجلات أوربية وأمريكية لجودة تكوينها وحسن إضاءتها وفي معرضه الشامل للباتيك الذي أقامه في مدينة مدريد الأسبانية عام 1998 تصدرت واحدة من صوره الشخصية الكتيب الأنيق الخاص بهذا المعرض .
وعند سؤاله عن فن الباتيك أفادني بأنه الفن الذي يرتبط بذهن الفنان الدسوقي بقصة حب رقيقة رواها لي علي مسمع الفنان داوستاشي علي هذا النحو :
يحكي أن أحد الفنانين الهنود كان يحب زوجته حبا ملك مشاعره وأراد أن يعبر لها عن مكنون قلبه فقام باستخراج مجموعة كبيرة من الألوان والأصباغ ليرسم بها قطعة من النسيج تمثل كل المعاني التي أراد من خلالها أن يعبر عن مدي حبه لزوجته واستغرق منه هذا العمل سنة كاملة ليكون في نهاية المطاف قصيدة تشكيلية عامرة بكل مشاعر الحب والمودة .
وبالنسبة للفنان علي الدسوقي فقد استهوته الطريقة ( التكنيكية) لهذا الفن القديم والحديث في آن واحد ثم بمرور الوقت حاول التعبير هو الآخر عن وجهة نظره وكانت البداية وفي النهاية تشده إلي مظاهر الحياة الشعبية ورسوم الفنان الشعبي علي الجدران في موسم الحج والزخارف التي يزين بها الباعة عربات الكشري وغالبية لوحات الدسوقي متأثرة بالبيئة التي عاش فيها .
ففي أكثر من مصدر تشكيلي يوصف فن الباتيك بأنه الفن الصعب أو فن الأشغال الشاقة لما يتطلبه الرسم بالشمع الساخن علي القماش القطني من جهد ومعاناة إذ تستخدم في فن الباتيك أقمشة قطنية خاصة تتجاوب مع أصباغ ذات مواصفات دقيقة لان الألوان تصبح عدما إذا استخدمت في هذا الفن أقمشة صناعية .
إنتاج لوحة باتيكية
تنقع الأقمشة القطنية الخاصة في ماء بارد لمدة 24 ساعة حتى تزال طبقة ( النشا ) التي تغلف القماش ثم تنشر وتكوي .
يرسم عليها التصميم المطلوب .
يستخدم بعد ذلك الشمع وهو نوعان : أبيض وأصفر مع قليل من نوع خاص من المسحوق حتى يتماسك النوعان علي القماش .
بعد التصميم تحدد ملامح اللوحة .
يغطي اللون الأبيض لون القماش وتغطي كل الأجزاء بالشمع بفرش مختلفة الأحجام .
تصبغ الألوان حسب المطلوب من اللوحة والألوان غالبا ما تكون خمسة
في كل مرة تعد صبغة بلون معين ليؤكد اللون السابق بفرشاة الشمع حتى يتماسك لأنه في كل مرة تتأثر اللوحة من خلال المواد الكيماوية التي تكون ممتزجة بالأصباغ في عملية تركيب الألوان .
بعد الانتهاء من اللون الأخير تُغلي قطعة القماش عدة مرات بالماء الساخن ثم يُعاد نشرها وتجفف .
